11 سبتمبر 2025

تسجيل

قهوة على الريق 3

30 ديسمبر 2013

سياسة الادخار سياسة ناجعة تعود على صاحبها بفوائد جمة وتعينه على نائبات الدهر وتقلبات الأيام والكثيرون لا يدركون فوائد هذه السياسة إلا عندما تصيبهم فاقة، ومثل ما قالوا خبئ القرش الأبيض لليوم الأسود وعدم الركون لصرف ما في الجيب يأتي ما في الغيب، والكثيرون ينتهجون سياسة التبذير في كل شيء وكل يوم نرى صورا جديدة لهذا التبذير وسنن غير حسنه يسنها البعض قد لا ترضي الله ولا رسوله وتسبب للمنساقين وراء حب المظاهر مشاكل عدة والإفلاس الدائم! وأحيانا يتساءل المرء منا وخاصة من الذين يحصلون على رواتب عالية أو عدد منها، أين ذهب كل هذا؟ فقد لا يكاد الشهر أن ينتصف إلا وأخينا رصيده صفر، والسبب هو سوء التصرف فيه على أمور ربما غير ضرورية وخاصة على متطلبات العائلة التي أصبحت هذه الأيام مشكلة كبيرة تستنزف جُل دخل الفرد، وهي في تصاعد مستمر وزاد الطين بِلة ارتفاع الأسعار شبه اليومي وغير المبرر! وقد تمر أيام على الواحد منا يحسد فيها البخيل على بخله حتى وإنْ كانت صفة البخل صفة بغيضة، فدائماً ما يطبق البخيل سياسة الادخار بحذافيرها وربما يزيد عليها، فكثير من العائلات بسبب سياسات البخل التي تنتهجها أودعنا نقول لا يخرج القرش منها إلا في محله وأصبحت من أصحاب الثروات وانتقلت جيناتها الوراثية الخاصة بالحرص على الدرهم إلى كثير من أبنائها الذين هم بدورهم حافظوا على هذه الثروات!! لكن برغم بعض المحاسن لذلك تبقى صفة مبغوضة وخاصة إذا أصحابها منعوا الزكاة أو البذل والعطاء في سبيل الله، وقد تكون هناك بعض الدول من باب حب الخير لمواطنيها تشجعهم على انتهاج سياسة الادخار وأن الأيام تداول بين الناس فهي لا تبقى على حال، لكن للأسف الشديد عندما نرى كثيرا من الدول في مؤسساتها أو مصالحها المختلفة تنتهج سياسة التبذير وتفتح باب الصرف بغير حدود وميزانيات مفتوحة يختلط حابلها بنابلها! بل بعض مسؤوليها وبطانتهم يتسابقون ويخترعون أفكارا لها أول وليس لها آخر ويسوقون لها عبر وسائل الإعلام وهي غير ذات طائل، وعنوانها مصلحة الوطن التي يتستر خلفها الكثيرون ويتجمعون في خنادق المصلحة الشخصية وأفكارهم العبثية كل يوم في ازدياد والدائرة تزيد كل يوم، ولم يبق إلا سكان المريخ لم تقدم لهم دعوات للتكريم مع العلم بأن بلدانهم لم تكرمهم قط وكان الأولى بهذه المكرمات والكرامات أهل البلد! أو هوايات بالية أكل عليها الدهر وشرب، فما الفرق بين محاربة الفساد المعلن والفساد المقنن، فكله فساد في فساد يجب محاربته، لكن لربما كون الظروف الاقتصادية ممتازة يتهاون البعض في ضبط مثل هذه الأمور، ومثل ما نقول الخير واجد، وما دام هؤلاء المفكرون المبدعون الذين باختراعاتهم تلك سوف ينفعون الوطن ومواطنيه فلا مانع من غض الطرف عنهم، لكن تبقى مشكلة إذا انتهج الآخرون منهجهم فحينها ماذا نفعل أيها المبدعون؟! وآخر الكلام لطالما ندمت على عدم انتهاج سياسة الادخار والتي عانيت منها كثيراً وربما الكثيرون على شاكلتي لكن الحمد لله والشكر على كل شيء، ونثمن للدولة هذا التوجه الخيَّر بمنح بعض فئات المجتمع أسهم مجانية وكان أفضل لو تم إضافة الأرامل والمطلقات والمتقاعدين إليهم وخصوصاً في ظل هذا الفائض الكبير في الميزانية.