11 ديسمبر 2025

تسجيل

الجمهور.. اللاعب رقم واحد

30 نوفمبر 2022

هناك مقولة تذكر أن "وراء كل بطل جمهوراً عظيماً"، وفي اللعبة الأكثر شعبية دائماً الجماهير تلفت الأنظار في مباريات كرة القدم سواء محلية أو دولية وحتى لو كانت ودية. ولو لاحظتم فحتى المباريات بين الصغار والشباب يُعتبر فيها وجود الجمهور شيئاً أساسياً، وذلك لأهمية دوره في تشجيع فريقه وله دور أكبر في مساندته لتحقيق الفوز. أي نوع من المشجعين أنت؟ هل تذهب للملعب لتشجيع منتخبك؟ هل ترى ذلك واجباً وطنياً عليك بأن تقف خلف منتخبك؟ هل ستشجع منتخبك رغم الخسارة؟ بغض النظر عن الإجابات فعلينا أن نعلم أن أي منتخب أو فريق لا يستغني عن المشجعين أثناء اللعب. والتشجيع ليس حكراً على أحد، بل صار لا يقتصر على جنس أو جنسية محددة، وليس له عمر محدد، فنجد في الملعب الصغير والكبير والمسن والعائلات.. وخصوصاً في هذا المونديال الاستثنائي الذي يُقام على أرض الحبيبة قطر هذه الأيام. فالجميع يشجع المنتخب الذي ينتمي إليه هو كمساندة له لأنه يمثله ويعبر عن أحلامه وطموحاته في تلك اللعبة العالمية. وقد يزيد الجمهور أحياناً صعوبة المباراة كما شاهدنا في كثير من المباريات. إن الحضور الجماهيري في المونديال حضور كبير جداً، حيث أصبح كالنسر الذهبي، ولافتاً للأنظار حول العالم، وحسب الإحصائيات وصل عدد الجمهور في بعض مباريات المونديال إلى أكثر من ٨٨٠٠٠ شخص وهو رقم قياسي يرد على بعض الذين كانوا قد شككوا سابقاً بحضور المباريات المقامة على أرض قطر بسبب قلة عدد السكان. وعلى سبيل المثال نجد أن الجمهور الياباني أول من لفت الأنظار بعد انتهاء مباراة فريقهم الأولى، فقد وصلوا من مختلف القارات لتشجيع بلادهم، وواجب وطني عليهم مؤازرة منتخبهم بأفضل الطرق ولفتوا الأنظار لحسن تصرفهم ومبادرتهم بتنظيف مدرجات الملعب قبل المغادرة. أما الجماهير العربية فلها دور كبير أيضاً في تشجيع منتخباتها وتشجيع المنتخبات العربية الأخرى، لأن الكل يتمنى فوز العرب في أرض عربية. إن الجماهير جزء من لعبة كرة القدم ولهم دور في بث الحماس والوقوف وراء منتخباتهم لتشجيعها فتسمع الهتاف مع اللعبة الحلوة، وغضبهم إذا حدث أن لاعب المنتخب الآخر عرقل لاعبهم، إذ يتضح ذلك بتعبيراتهم ويطالبون الحكم بالكرت الأحمر له، ويعبّر الجمهور عن استيائه من عدم احتساب الحكم ضربة الجزاء أو الضربة الركنية تلك.. وهكذا. والجميل أنك حتى لو كنت خلف الشاشة فأنت تسمع صوتهم وترى وجوههم التي تلونت بألوان المنتخب، والمدرجات التي صارت كأنها لوحة فنية قد اكتست بأعلام المنتخبات والتي ترى فيها الأمل بفوز منتخبهم. إنّ الجمهور له صوت واحد هو صوت الحماس والفرح، وهو ينشر الأجواء الحماسية التي تزيد المنافسة في المباراة عادة. وقد لفتت نظري حتى الآن الجماهير القطرية، والجماهير الكاميرونية والجماهير السعودية وأيضاً التونسية، بالإضافة إلى الجمهور الياباني. ويختلف الجمهور بحسب البلدان التي يشجعها ونرى التنوع بينهم وفقاً للأزياء الملونة التراثية التي يحرصون عليها تعريفاً بكل بلد وتاريخه. لقد كانت كرة القدم ومازالت على مر التاريخ لعبة الفوز أو الخسارة، وكلما اقتربنا من الأدوار النهائية كانت حلاوة الفوز أكبر ومرارة الخسارة أشد، والعزاء في الروح الرياضية التي تؤاخي بين الجماهير. إن الجمهور إذن هو الذي يصنع الحدث في كأس العالم ٢٠٢٢، فهو يظل يشجع منتخبه إلى آخر دقيقة رغماً عن كل الظروف، فهو داعم ومحفز ومكون من عشاق الرياضة الذين قد ينتظرون منتخبهم لساعات طويلة أثناء اللعب أو حتى التدريب مهما كانت الأحوال الجوية. والمميز في الجمهور المونديالي هو المتعة والاستمتاع بوقتهم سواء قبل المباراة أو بعدها، حيث تكتسي المدرجات بألوان المنتخبات داخل الملعب، حيث نشاهد المباراة وقد رسمت على شكل لوحة جميلة من خلالهم. ولهذا أرى أن الجمهور هو رقم ١ في الملعب ويستحق جائزة أفضل لاعب في المونديال، بل لعله هو الفائز الأول في المونديال وكل مونديال آخر. فتحية لجماهير كل الفرق ولا نقول لهم إلا أهلاً وسهلاً بكم على أرض قطر الحبيبة. كل هذا وبيني وبينكم...