10 سبتمبر 2025

تسجيل

نخبة المجتمع

30 نوفمبر 2021

لكل مجتمع همومه ومشاغله، ولما تتكاثر هذه الهموم والشواغل وتطفو على السطح، يُولد حديث المجتمع عن هذه القضية أو تلك، وعادة ما يُسلم الميكروفون أو يتسلمه أحد من "نخبة المجتمع" أو صناع الرأي العام للمشاركة في الحديث. وأحاديث المجتمع في قضاياه، مهمة جداً من نواح كثيرة، مثل إيصال رغبة المجتمع لأصحاب القرار ونمو وعي المجتمع والتأكيد على حريته في رأيه وتعبيره. وحالنا اليوم، كحال الكثير من المجتمعات من حولنا، سيما بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أصبح معظم - إن لم يكن كل - صناع الرأي العام، ومتصدري المشهد العام هم مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي الذين أشهرتهم الصدفة أو التفاهة! وهذا وحده قضية يجب أن يبحثها المجتمع ويتحدث عنها خاصة أننا لا يمكننا أن نقول عنهم بأنهم نخبة المجتمع!. ورغم ذلك، نجد هؤلاء متصدرين أوقات الأزمات والمناسبات، ولهم صوت مسموع في المجتمع! وهذا ما لا يجب أن يكون. فمن المفترض أن يتصدر المشهد العام في أي مجتمع، نخبته، "la crème de la crème" أي أفضل ما فيه، حتى تُخرج هذه النخبة أفضل ما في المجتمع لا أسوأ ما فيه! وهذا يحدث عندما يتصدر المشهد الكُتاب والمثقفين والفنانين والرياضيين والمتخصصين كل في مجاله، كأن يتصدر الحديث عن حال الشوارع، المهندسين، وأن يتحدث عن شؤون المدارس، المعلمين، وأن يتكلم الأطباء عن أحوال المستشفيات، وهكذا حتى يصبح للمجتمع قدوته وعواميده. يجب أن نختار بعناية متصدري المشهد العام في المجتمع، وصناع الرأي العام في القضايا التي تهمنا، فهم من سيحملون همومنا ويذودون عن حقوقنا، وهم صورتنا وواجهتنا خارج الدولة. وهم من يستطيعون خلق القضايا ورفع أهميتها أو إلغائها والتقليل من أهميتها. رسائل المجتمع في قضاياه مهمة، بقدر رسولها، فإن كان شخصاً تافها، صَعُبَ الأخذ بالرأي على محمل الجد، وإن كان شخصاً محترما ومُقدرا ستكون الرسالة متزنة وباعثة على التفكير. فلنختر إذاً الرسول المناسب القادر على إيصال صوت المجتمع باتزان وعقلانية! فلنختر أفضلنا ونصطفيه من نخبة المجتمع!.