10 سبتمبر 2025
تسجيلفي يوم الأربعاء الماضي أُعلن عن خبر استشهاد إسماعيل هنيّة إثر غارة إسرائيلية على مقر اقامته في طهران. وقبلها ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي مرة أخرى على غزة في أكتوبر، استشهد ثلاثة من أبناء هنيّة وأربعة من احفاده في ابريل الماضي، وما لا يقل عن ستين فر من اقاربه وأبناء عمومته طوال تلك الفترة. و حتى اليوم، استشهد اكثر من تسعة وثلاثين الف فلسطيني، وأُصيب اكثر من واحد وتسعين الف جريح منذ إعادة بدء العدوان الإسرائيلي على غزة قبل ثلاث مائة يوم. كل الدم الفلسطيني غال، و دم الانسان واحد. هذا ما تؤكده الوقائع رغم علو وغلو صوت الصهاينة العرب الذين لطالما انتقدوا بعض القيادات الفلسطينية في انها «تقاوم» من الخارج، بينما يموت الفلسطينيون في الداخل! و كأن طاولات المفاوضات في غزة والضفة الغربية، وليست خارج الأراضي الفلسطينية! و كأن المقاومة هي المقاومة المُسلحة وحسب! أتمنى أن نعي ونفهم «الأجندة» و الأفكار التي يحاول الصهاينة نشرها حول المقاومة الفلسطينية، وألا ننسى بأنهم يحاولون بشتى الطرق ان يزعزعوا من مصداقية المقاومة الفلسطينية التي تحاول حفظ الدم الفلسطيني والرجوع إلى فلسطين بكامل حقوقهم وكرامتهم. يحاول الصهاينة زرع فكرة ان المقاومة الفلسطينية التي تعيش خارج الأراضي الفلسطينية، تعيش خارج فلسطين باختيارها، في فنادق خمس نجوم، ينعمون هم وأهاليهم بأفضل خدمة وطعام وأمن وأمان، بينما يموت الفلسطينيون ويُأسرون ويُجرحون كل يوم في غزة والضفة الغربية والأراضي الفلسطينية المُحتلة من قبل الصهاينة. الحقيقة هي ان الفلسطينيين اُجبروا على الخروج من فلسطين وان القيادات التي تعيش في الخارج يُفاوضون ويقاومون كل يوم في سبيل الفلسطينيين في الداخل والخارج. وان الفلسطينيين لا يُتاجرون بقضيتهم كما يحاول الصهاينة تحفيظ العرب، فمن يُتاجر معروف ومن يصدق معروف. و الحق ان المقاومة هي مقاومة الدبلوماسية والتفاوض والاقناع والمقاومة بالعلم والفن والتجييش والصمود والصبر و لثقافة والرياضة وليست مقاومة السلاح فقط. رحم الله إسماعيل هنية وابناءه و احفاده وجميع اقاربه وكل الاحرار الذين استشهدوا من اجل فلسطين من الفلسطينيين وغيرهم، وكل من اُغتيل من اجل فلسطين لإخراسه واغراق القضية الفلسطينية. وهذا ما لن يحدث، فعندما يُخرس فم، يُولد ألف فوه، وعندما ترتفع الأمواج ولا يُرى سوى الهلاك، يأتي الامر الإلهي ترسو سفينة الحق على أحد الجبال.