12 سبتمبر 2025

تسجيل

الانتخابات والمواجهة الشبابية!

30 نوفمبر 2016

من أبرز المعالم التي يتميز بها المجتمع الخليجي اليوم، النسبة العالية من المواطنين الشباب، وهو ما يشكل فرصا عديدة لبناء مستقبل مغاير، أو يكون من أكبر التحديات التي قد تعوق التنمية؛ إذا تم إهدار فرص الاستثمار في الأجيال القادمة وبقوة؛ لكي تحتل المواقع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية، التي يتركها الجيل السابق ويرحل بهدوء أو غضبا، دون نقل الخبرات وتأهيل صفوف ثانية وثالثة؛ لكي تتعلم من التجارب والأخطاء ولا تكررها، وتكمل البناء في مسيرة التقدم والنهوض.لقد مثلت الانتخابات الكويتية 2016 م، لاختيار أعضاء مجلس الأمة الكويتي، مدى النجاح والثقة التي تمتع بها المرشحون الشباب لدى الناخبين، الذين تم استهدافهم أيضا من مرشح القبيلة أو العائلة والطائفة والمذهب، ومن اتباع أساليب مبتكرة في التواصل والتحرك واستخدام الشعارات والبرامج الانتخابية وإدارة الحملات الإعلامية، وتوظيف وسائل الإعلام الجديد من فيس بوك وتويتر ورسائل إلكترونية وتواصل مع الجمهور بشكل مباشر وفوري. وربما تكشف هذه النتائج أهمية التركيز على قضايا واهتمامات الجيل الجديد، الذي يحمل طموحات وتطلعات ورغبات، قد تختلف بشكل كبير عن الجيل الذي سبق، وقد تتعارض معه وتتباين في التفاصيل وطريقة التنفيذ والتطبيق.وقد أشارت بعض الأبحاث التي طرحت في "مؤتمر الشباب والتحديات المعاصرة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية" الأخير والتي تناولت واقع الشباب في رؤى حكومات دول مجلس التعاون والتي أظهرتها رؤية الإمارات 2021 واللجنة الوطنية للشباب في سلطنة عمان ورؤية قطر الوطنية 2030 والاستراتيجية الوطنية للشباب في المملكة العربية السعودية، وبرنامج التحول الوطني 2020 في المملكة العربية السعودية ورؤية الكويت 2035، وتوصلت إلى أن تعامل كل دولة من دول مجلس التعاون مع المشاكل والتحديات التي تواجهها بشكل منفرد، لم يسهم في إيجاد حلول مستدامة، وأن الإمكانات والموارد الكبيرة التي تملكها دول الخليج، كان بإمكانها أن تسهم في حل الكثير من المشاكل لو أنها عملت بشكل جماعي. واختتمت بالتوصية على ضرورة العمل على وضع قضايا الشباب في موقع الصدارة، ودعت إلى الاهتمام بهم وتوفير احتياجاتهم الأساسية في التعليم والعمل، وإعطائهم فرصة المشاركة والتعبير عن آرائهم في شتى المجالات.