13 سبتمبر 2025
تسجيلمنذ زمنٍ بعيدٍ ونحن ننتظرُ أحداً يُـعَـبِّـرُ بصراحةٍ عن المشكلات الحقيقية التي تعاني منها كرتنا القطرية، فكان أحمد مبارك آل شافي صاحب الصرخةِ التي ستترددُ أصداؤها طويلاً في شارعنا الرياضي. عندما تحدث عن حالة الوهم الكروي التي نعيشها، فإنه قال الحقَّ، فلا أحدَ يُنكر أنَّ دورياتنا في كل اللعبات هي بطولاتٌ فيها اللاعبُ القطري غريب الوجه واليد واللسان، فكأنها منافساتٌ بين أنديةٍ قطريةٍ تكادُ تخلو من لاعبين قطريين. وإذا تحدثنا بروحٍ وطنيةٍ ودَعَـوْنا لاستثمار وجود اللاعبين الأجانب المحترفين في إتاحة الفرصة أمام لاعبينا المواطنين للاحتكاك وصَقْـلِ المهارات والخبرات، وليس اعتبار وجودهم زِيْـنَـةً لواجهات الأندية يتم من خلالها استنزاف مواردها بلا فائدةٍ، فلن يستمع أحدٌ في مجالس إداراتها التي صارت عضويتها تشريفاً لصاحبها حتى لو كان حجرَ عَثرةٍ في طريق تطويرِ وتَقَـدُّمِ النادي في كل اللعبات. فنحن، هنا، نواجه حالةً من الشِّـلَـلِـيَّـةِ والجلوس في أبراجٍ عاجيَّـةٍ بعيداً عن الواقع الذي صار مأساوياً في بعض أنديتنا الكبيرة، ورغم ذلك يستمرُّ أعضاءُ مجالسِ الإدارات في مناصبهم وكأنهم يؤدون وظيفةً لا تحتاج لرؤًى إداريةٍ تستند إلى إحساسٍ قويٍّ بالانتماء للنادي الحل لمشكلاتنا يبدأ من قاعدة الهرم الكروي وليس من قمتِـهِ، فليس اتحادُ القدمِ جهةً سياديةً تفرضُ القوانين فيلتزم الآخرون بتطبيقها تحت طائلة العقوبة إنْ خالفوها، والأجدر أن نتحدث في خطوات عمليةٍ لإجراء انتخابات مجالس الإدارات بعيداً عن المطالبة بتدخُّـلِ الاتحاد، وهذه مسؤولية الـمختصين في الشأن الرياضي بالتعاون مع الـمختصين في الإدارة والتنظيم، ويتم الحوار بشأنها في وسائل الإعلام كلها ليدركَ الجميعُ أنهم سيكونون تحت المجهر الذي يراقبُ أداءَهم لـمَهامهم، ويحاسبهم إعلامياً عليه، ويؤثر ذلك في فرصِ انتخابهم مستقبلاً. أما أن نجلسَ ويلومَ بعضُنا البعضَ الآخرَ، ونتبادلَ الاتهاماتِ بالمحسوبيةِ، فهذا لا يليق بحركةٍ رياضيةٍ توافرتْ لها جميعُ الإمكانات، لكنها تُعاني خللاً في عجزنا عن تغليبِ روحِ الانتماءِ للنادي، أما إعلامُنا الرياضيُّ، فالحديثُ فيه ذو شجونٍ، لأنَّ الفرقَ كبيرٌ بين برامجِ تحليلِ المبارياتِ، وتغطيةِ الفعالياتِ الرياضيةِ من جهةٍ، وبين إعلامٍ رياضيٍّ يتوجه إلى المجتمعِ بهدفِ غَـرْسِ الروحِ الرياضية في نفوس أبنائه، وتهيئة مواطنيه للانخراط الفاعل في الحركة الرياضية من جهةٍ ثانية. فقد نجحَ إعلامنا في الأولى، إلا أنَّ متابعتنا للبرامج التلفزيونية الجماهيرية والصَّـخَـبِ والصراخُ الَّلذانِ يسودانَها، وانعدام الالتزام بلغةِ الحوارِ الـمُتَـحَـضِّرةِ بين المشاركين فيها، يجعلنا نحكم بفشله في تحقيق الهدفِ الرئيسِ له.