09 أكتوبر 2025
تسجيلتظاهرات واسعة خرجت أمس في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ودعوات دولية للسلام العادل والشامل صدرت عن الأمين العام للأمم المتحدة، وتصريحات من مسؤولين تؤكد على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أرضه، كل ذلك يؤكد الإجماع الدولي، والتوافق المطلق، على أنه آن الأوان لوضع حد للغطرسة الاسرائيلية، واستهتارها بقرارات الأمم المتحدة، وخرقها السافر لجميع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية المتعلقة بتصفية الاحتلال وحق الشعوب في الحرية والاستقلال والعيش بكرامة. لم يعد مقبولا، لا لدى العالم العربي ولا لدى المجتمع الدولي، أن تستمر اسرائيل في سياسة الأرض المحروقة التي تتبعها في فلسطين المحتلة، كما لم يعد مقبولا أن تستمر اسرائيل في سياسة التوسع الاستيطاني، ومخططات تهويد الأراضي الفلسطينية، وفي مقدمتها القدس الشريف. ومخطئة اسرائيل، بل وواهمة، إذا كانت تعتقد أنها بتغيير المعالم على الأرض تستطيع تغيير حقائق التاريخ والجغرافيا. الأمين العام للأمم المتحدة، السيد بان كي مون، تحدث أمس عما وصفه بـ "الحالة الحرجة" التي يواجهها الشعب الفلسطيني، ودعا إلى المساهمة جماعياً كحكومات ومنظمات دولية ومجتمع المدني، في تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وأعرب عن انزعاجه من الوضع الخطير على نحو متزايد على الأرض، وقال في رسالته إن النشاط الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة مازال مستمرا، ولا يزال مدعاة للقلق الخطير للغاية. وأضاف أن الإعلان عن بناء الآلاف من الوحدات السكنية الجديدة لا يمكن أن يتوافق مع هدف التوصل إلى حل الدولتين ويهدد بانهيار المفاوضات. الشعوب العربية التي خرجت أمس متضامنة مع الشعب الفلسطيني، ودعوة الأمين العام للأمم المتحدة وغيره من المسؤولين، كلها تحمل رسائل سلام، لكنها رسائل لاتفهمها اسرائيل ولاتستوعبها، في انتظار اللحظة الحاسمة التي سيخرج فيها الشعب الفلسطيني عن طوره، ويخرج فيها العالم عن صمته، عندها ستجد اسرائيل نفسها معزولة، وعندها فقط ستعرف قيمة السلام.