14 سبتمبر 2025

تسجيل

لا أملك إلا هذا

30 أكتوبر 2023

برغم الحزن والألم وانكسار النفس التي تدعو الإنسان إلى الانزواء، تمالكت نفسي وبحثت بدواخلي عن الكلمات والجمل التي تعبر عما يحدث اليوم لأهل غزة، فقالت لي الكلمات أرجوك اتركني وشأني وابحث عن غيري فأنا لا أستطيع وصف ما يدور من مجازر في غزة الباسلة فـ اذهب وأبحث عن غيري، استدعيت أحزاني التي تلازمني لعلي أجد فيها ما يريحني وما يليق بهذا المصاب الجلل، فقالت لي نفسي لا أملك إلا دموعي فخذ منها القدر الذي يريحك، ولكن أحذر أن تحرق مقلتيك فهي صادقة تخرج من صميم القلب وتنساب من عينه قبل عينيك، فقلت لماذا لا ننادي كما نادت تلك المرأة المظلومة وقالت وامعتصماه تنادي الخليفة المعتصم بالله الذي لبى نداءها وانتصر لها فناد لعل يخرج علينا أحد يشبهه يُجيب ويقول أنا لها، لكن حدثتني نفسي مرة أخرى وقالت يا لك من أحمق على من تُنادي فصدقني لو ظللت تُنادي طول عمرك فلن يُجيب أحد فهناك أشياء لا تتكرر. فقلت دعونا ننادي على أهل مصر كعهدنا بهم أهل نخوة وكرامة وعزة ونقول لهم افتحوا المعابر ومدوا أهل غزة بكل سبل الحياة من غذاء وماء وكساء ودواء ووقود وكهرباء وعالجوا جرحاهم فأنتم بلاد لها ثقل كبير سياسي وبشري وعسكري، فلا أعتقد تحتاجون لإذن من أحد فالكبير يبقى كبيرا، وخاصة في مثل هذه المواقف والظروف البالغة الصعوبة لأهل غزة، وما يعانونه من هذه الهجمة البربرية ومن التقاعس العربي قبل العالمي التي سوف تسجل في ذاكرة التاريخ وتذكر ما بها من أحداث يتوارثها جيل بعد جيل فالتاريخ لا يرحم أحدا. وآخر الكلام ما زالت قطر وولي أمرها وشركاؤها المخلصون تسعى من أجل وقف هذا العدوان الظالم المسكوت عنه وتحاول دون كلل أو ملل من أجل وقف إطلاق النار وفتح المعابر ووقف حمام الدم الفلسطيني الطاهر الغالي علينا.