25 سبتمبر 2025
تسجيلرغم أن حملات الافتراء والأكاذيب والتشويه التي تتعرض لها دولة قطر منذ فوزها بتنظيم بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، أظهرت أجندات مختلفة لمن يقفون خلفها، وأبانت أيضا استمرار البعض في الترويج للصورة النمطية الظالمة التي ظلت تعاني منها المنطقة العربية لعقود طويلة، إلاّ أنها لم تكن كلها شرا، حيث أتاحت تلك الحملة المشبوهة الفرصة أمام دولة قطر لإظهار أفضل ما لديها وتحويل تلك التحديات إلى حافز لتقديم نسخة استثنائية من المونديال، وتحقيق انجازات باهرة في مسيرتها التنموية. لم تكن تلك الحملات غير المسبوقة، كلها شرا، إذ دفعت كذلك الكثير من الأصوات المنصفة، للدفاع عن قطر وابراز إنجازاتها الكبيرة واصلاحاتها التي أشادت بها أهم المنظمات الحقوقية والأممية. لقد كانت التصريحات الاستفزازية وغير المسؤولة لوزيرة الداخلية الألمانية ضد استضافة قطر للبطولة، محلا لحملة استنكار واسعة من كل الشرفاء في العالم، حيث جاءتها أول الردود من داخل بلادها نفسها، وخصوصا من وزير الخارجية الألماني السابق زيغمار غابرييل، الذي علق على تصريحاتها قائلا: "تشيد الأمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية كل يوم بالإصلاحات التي حققتها قطر، وفقط نحن الألمان من ننتقدها كل يوم، إنها الغطرسة الألمانية تجاه قطر، إننا فعلا ننسى كثيرا". كما أظهرت الحملة حالة النفاق وازدواجية المعايير في عدد من الدول الغربية، وهو ما اشار إليه اعلامي بلجيكي بارز وهو يتهم حكومة بلاده بالنفاق، قائلا: إننا نهاجم قطر منذ أشهر وفي الوقت نفسه نتسول منها الغاز لنتمكن من التدفئة وإنارة الأضواء خلال الشتاء". وهو النفاق نفسه الذي ينطبق على لاعبي المنتخب الاسترالي الذين انضموا الى الحملة، بينما لا تزال اشاداتهم وشهاداتهم بحق دولة قطر التي استضافت مبارياتهم ومعسكرهم في يونيو الماضي، شاخصة وموثقة. إن دولة قطر ماضية في مسيرتها وفي تحقيق الانجاز تلو الانجاز، وهي ليست بحاجة للتذكير بالدور الذي تقوم به في بناء التواصل الحضاري، وتعزيز التفاهم بين الشعوب في إطار من الاحترام المتبادل.