14 سبتمبر 2025
تسجيلالدب الروسي في مواجهة الحمار الأمريكي، هي أهم التعليقات التي تصدرت وسائل الإعلام العالمية، وتناولت تراجع دور الولايات المتحدة مقابل صعود الدور الروسي في العالم العربي. الأزمة السورية شكلت نقطة التحول من التراجع بتوجيه ضربة عسكرية أمريكية، ودخول روسيا بمبادرتها بشأن نزع الأسلحة الكيميائية السورية، وهو ما أعاد موسكو برئيسها بوتين إلى الواجهة السياسية وإبراز دورها في منطقة الشرق الأوسط وعلى مستوى دولي للمرة الأولى منذ انهيار الاتحاد السوفيتي. في مقابل توجيه الاتهامات إلى أوباما بأنه أصبح رئيسا مفلسا وقائدا ذليلا وأن أوراقه صارت مكشوفة. بالإضافة إلى التودد الأخير إلى طهران والحديث عن صفقة محتملة لدور إيراني لسيطرة إقليمية على الخليج والمنطقة العربية والإسلامية؟! صحيفة ذي إندبندنت ذكرت أن ضعف الولايات المتحدة العسكري والسياسي ناتج عن عدم قدرتها على الانتصار في الحربين على أفغانستان والعراق، وأن سلسلة العثرات التي واجهت أوباما أسهمت في تقويض نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة. وأن سوء تقدير الأميركيين للأزمة السورية بالمقارنة مع الأزمة الليبية ساهم في ضعف الموقف الأميركي، فنظام القذافي سقط بفعل دعم حلف شمال الأطلسي (ناتو) للثوار الليبيين، ولكن الثوار السوريين لا بواكي لهم، وسط الخشية الأميركية من مرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد! الأزمة السورية والانفتاح على طهران تكشف الكثير من عوامل الصراع على المنطقة. ففي سوريا بدأت ثورة شعبية ضد نظام الأسد الدموي، ثم بعد ذلك تم الترويج لها على أنها حرب أهلية، بل صراع بين السنة والشيعة، وأخيرا ساحة قتال لمصالح القوى السياسية والإقليمية بين "الدب" الروسي و"الحمار" الأمريكي على مصير "الناقة" العربية. والصراع المفتوح بين جميع الأطراف بات يدفع إلى تفتيت المنطقة وتقسيمها وتحويلها إلى كيانات ودويلات هشة، خريطة العالم العربي الجديدة التي نشرتها نيويورك تايمز" الأمريكية تظهر فيها خمس دول بالشرق الأوسط وقد قسمت إلى 14 دولة عربية بسبب النزاعات الدينية والطائفية والقبلية والقومية؟! ما هو موقف العالم العربي من كل ما يجري؟ كنت اعتقد يقينا أن العرب ظاهرة صوتية، يقفون عاجزين، يتفرجون على ما يحصل! ولكن اكتشفت بعد ثورات الربيع العربي أنهم يساهمون وبجدارة في تحويل المؤامرات والمخططات حتى لو كانت وهمية إلى حقائق واقعية؟!