12 سبتمبر 2025
تسجيلليس لأن التحدث بهذا الشأن الذي سأحدثكم به اليوم أمر يصعُب علي وستخجل منه الكلمات فسأتطرق إليه بهذه الطريقة أو من هذه الزاوية، ولكن لصعوبته على نفسه التي أشفقت عليه وشعرت بأنها ستجعل المهمة شاقة عليه وعلى البعض ممن لن يتمكنوا من تقبله، خاصة أننا مازلنا نمرح بـ (إجازة العيد)، وهي الكلمات التي سيتلاشى عنها العيد بعد أن يحزم نفسه وبكل حزم؛ ليرحل حتى يحين موعده من العام القادم، بينما ستظل كلمة إجازة ضيفة لها حق المكث ولفترة أطول بالنسبة لكل من يعمل ويجد ويجتهد ولكن ضمن مساحة لا تتجاوز حدود مخيلته وذلك؛ لأن الواقع أبعد من أن يفسح له المجال؛ لتحقيق الإنجازات التي يمكن أن يخدم بها نفسه وكل من حوله. لقد شعرت بأن الأمر سيبدو صعباً وللغاية، خاصة وأنا أفتحه بهذا التوقيت تحديداً، وأعني بذلك الإجازة التي يتعلق وينشغل ويبرر بها كل من تشغله كل الأمور التي تشغله وحده، ولا تكون ضمن قالب يخدم الجميع وينصب في صالحهم، فتجده لا يهتم لكل ما يدور من حوله، ومتى خاطبته بما يلامس الوجدان، فر وجهه وكأن الأمر لا يعنيه بتاتاً؛ ليظلم المظلوم بذلك، ولا يعطي الحقوق لأصحابها، وعن هذا الأخير فهو ما أردت التحدث أكثر، خاصة أن الأمر يرتبط بما كان مني بآخر لقاء جمعني بكم، وتحديداً حين تطرقت إليه ومن خلال هذه الزاوية الخاصة جداً للرسالة التي خرقتني وملخص ما جاء فيها أن مدرسة من المدارس قد تجاوزت (عيد الأضحى) ولم تكلف نفسها عناء تهنئة الطلبة بمناسبته، أو حتى الاحتفال به معهم، ليس لقصور أو لعجز تعاني منه تلك المدرسة، ولكن لتوفيرها تلك التكاليف والجهود وكما يبدو؛ للاحتفال بـ (هالوين) بحسب ما خطته اللافتات العريضة التي دعت الجميع للاحتفال بهذه المناسبة العزيزة عليهم (وكما يبدو)، والحق أننا لن ندخل بتفاصيل تلك الرسالة وذاك النداء، أو حتى ذاك المقال الأخير الذي هز الكثير ممن تابعه وكان بعنوان (من المسلمين هذا عيد الأضحى وليس هالوين) ولكننا سنتحدث بشأن الردود التي توقعنا منها أي شيء ينم عن متابعة وإن كانت متواضعة وجادة أيضاً، وإن لم يكن بالضرورة بأن تكون (رسمية) وبشكل فوري وذلك لأن كل ما كنا بحاجته هو أن يلامس محتوى المقال ضمير مسؤول يطلع عليه ويتواصل من باب التعرف على مطالب كاتب الرسالة، ولن أقولها (لا حياة لمن تنادي)، إذ وجدت وفي المقابل من الردود ما قد بلغني وأشاد بـ (فكرة المقال) التي استندت على ظهر تلك الرسالة (الخاصة جداً)، والتي لم تكن عادية أبداً، ولا مُرسلة من شخصيات عادية أيضاً، بل كانت عظيمة امتصت عظمتها من الأطراف التي تجاوبت معي ودعمت ما جاء في كبد المقال، وسبق له ان خرق كبد صاحب الرسالة الذي دفعته غيرته نحو كتابة رسالة عبر من خلالها عما يحدث في تلك المدرسة التي وإن وجدت من التوجيه ما يكفي؛ لتوجهت نحو الصواب دون أن يطالبها بذلك أي أحد، ولكن ما حدث أنها قد تجاوزت، وفعلت ما فعلته دون أن تحترم نفسية طلابها من المسلمين وإن كانوا (قلة)، وهو ما يُعد الجزء الأول من الحكاية، ثم الرسالة التي تحولت لمقال قيل فيه الكثير ولم يجد رداً يليق به من الداخل، وتحديداً ممن يملك القدرة على الحل والربط وذلك لأنه وكما يبدو لايزال يستمتع بإجازة ستمتد إلى أن يشاء الله، ولا علم لنا إن كان ذلك ليكون في القريب العاجل أم ماذا؟ إن ما يؤلم أني قد حظيت بجملة من الردود التي تفاعلت مع المقال ولكن من الخارج، وجاءت من كل من يدرك حجم المسؤولية وخطرها، ولكن وللأسف إذ كانت قدراتها بصلاحيات لا يمكن أن تمتد إلينا هنا، وهو ما يدفعني لطرح هذا السؤال الذي سيطل وبكل قوة: لماذا يهرع بتقديم المساعدة والحلول من لا يمكن أن يتقدم بها فعلياً خاصة أن الأمر يتجاوز حدود صلاحياته؟ ولماذا وفي المقابل يفر بالمساعدة والحلول من يستطيع تقديمها بحكم أنها ضمن صلاحياته؟ هل لأننا مازلنا نمرح في إجازة العيد؟ وهل يعني هذا أنها ومتى انتهت لبحثنا ولفعلنا كل ما يتوجب علينا فعله حتى يجد كل واحد منا ضالته؟ كلمة أخيرة: طبيعة الحال تفرض علينا طرح الأسئلة؛ للتعرف على الحقائق التي ستثلج الصدور، والطبيعي أن ما سيثلجها هو أن تجد لها من الإجابات ما سيحقق المراد، وحتى يكون ذلك فنحن في انتظار من يهتم ويدرك حقيقة ما نتحدث عنه.