الحصار وحقوق الإنسان

تستمر دول الحصار في انتهاك حقوق الإنسان، مما يشكل انتهاكاً صارخا للمبادئ الرئيسية للقانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة، وللصكوك الدولية المتفق عليها، وما تبع ذلك من تفشي خطاب الكراهية والتحريض على دولة قطر بكل السبل وخصوصا من خلال وسائل إعلام دول الحصار.فالحصار يستهدف شتى مناحي الحياة، من قطع للأرحام ومنع لأداء الشعائر الدينية وإلغاء التعليم وغيرها من الحقوق الأساسية المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والحقوق السياسية، وإعلان مبادئ القانون الدولي المتعلقة بالعلاقات الودية والتعاون بين الدول وفقا لميثاق الأمم المتحدة، واتفاقية حقوق الطفل والميثاق العربي لحقوق الإنسان.كما تنسف إجراءات الحصار قيم التسامحَ والتعايش والأخوة بين شعوب المنطقة، وجميع الفئات والوشائج الأسرية، كما تنسف حالة السلم والأمن في الإقليم الذي تضطلع الأممُ المتحدةُ لحفظهما، ومنع الحروب.ولخطورة إجراءات الحصار، فيما يتعلق بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، يواصل الوفد الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، نشاطه المكثف على هامش أعمال الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، لتنوير المجتمع الدولي بأبعاد وتأثير الحصار على جميع أوجه النسيج الاجتماعي المشترك للمنطقة، وما قد يترتب على ذلك من أزمة طويلة الأمد يصعب حلها ونسيانها في الأجل القريب.لقد كشفت الأزمة الخليجية الحالية والإجراءات الأحادية التعسفية وانعكاساتها على أوضاع حقوق الإنسان في المنطقة، ضرورة عدم زج الشعوب في الأزمات السياسية، وفصل الأزمة السياسية عن الملف الحقوقي والإنساني.