28 أكتوبر 2025

تسجيل

الجامعة العربية والإنسان !

30 سبتمبر 2015

هناك إجماع على أن الجامعة العربية عاجزة عن حل أي معضلة سياسية عربية، ولكن هل وصل الحال إلى موت الأخلاق والضمير، وانعدم حتى التفاعل مع المآسي الإنسانية من خلال غياب المبادرات وتقديم العون ولو اضعف الإيمان، حتى التصريحات والبيانات محبطة ويائسة وتحمل الكثير من اللامبالاة. التصريحات المخجلة للجامعة العربية على لسان أمينها العام، الذي ذكر أن معالجة مشكلة اللاجئين السوريين أكبر من أن تقوم بها الجامعة، قابلتها تصريحات رئيس المجلس الأوروبي، في أن الاتحاد الأوروبي قرر تقديم مليار يورو، إضافية إلى وكالات الأمم المتحدة لمساعدة اللاجئين في الدول المجاورة لسوريا، مضيفا أن القسم الأكبر من هذا المبلغ سيذهب إلى المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي. إن مواقف الجامعة العربية لا تقل خزيا عن مواقف بعض الدول العربية التي تقف موقف المتفرج مما يحصل وكأن الأمر لا يعنيها من قريب أو بعيد، حتى المساعدات الشحيحة التي قدمت للدول العربية التي تستضيف اللاجئين السوريين على أراضيها، مثل لبنان والأردن، أصابها الجفاف والشح والفقر، وهي بدورها تشتكي من عدم تقديم الدعم والمساعدات من قبل الدول العربية الغنية والقادرة، ولا تستثنى المؤسسات الحكومية العربية الخيرية الكبيرة وأصحاب رؤوس الأموال وقائمة المليارديرات في العالم العربي للعام الحالي والتي شملت 100 ثري عربي من 12 دولة، بعضهم ممن وسعوا نطاق أعمالهم خارج حدود المنطقة. فلم تكن هناك مبادرات حقيقية لا في الداخل ولا في الخارج، بينما تتناقل وسائل الإعلام الدولية خبرا عن مبادرة إنسانية صاحبها ملياردير نرويجي، يعلن استعداده لاستضافة 300 لاجئ في فنادق يمتلكها في النرويج والسويد، بسبب الصعوبات التي يواجهها اللاجئون في أوروبا.هل انعدمت الإنسانية من عالمنا، وهل غدا العالم الافتراضي أجرأ وأصدق من العالم الواقعي العربي! في غياب المبادرات الكبرى أو انعدامها، حين دشن ناشطون خليجيون على موقع تويتر وسم "استضافة لاجئي سوريا واجب خليجي"، وطالبوا من خلاله حكام وقادة دول الخليج بإيجاد حلول جدية وعاجلة، لاحتواء أزمة اللاجئين السوريين، وفتح أبوابهم وتسهيل قدوم آلاف السوريين الى الدول الخليجية والعربية؟!