11 سبتمبر 2025
تسجيلدواء كل عليل ومأوى كل جريح وأنيس كل وحيد والبلسم الشافي والود الباقي والحنان الذي يغمر ويداوي تستشعر معناها وأنت تسمع من أخيك هامسا بقوله وفعله : إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ تالله ما أضيق الدنيا على سعتها إذا فقدت فيها أخا صديقا صدوقا يواسيك عند الفزع وينصرك عند الطلب ويؤنسك إذا كان في جوارك ويحفظ ذمامك إذا فارقك وعند هدأة الليل ومع ركعتي السحر ينسيه حبه الصادق لك الدعاء لذاته فيجعل القيام ابتهالا إلى الله ورجاء أن يصلح الكريم أمرك ويرفع في العالمين ذكرك ويعفو عنك يوم العرض عليه .أجمل ما في الأخوة أنها علاقة صافية قوامها الوفاء وعمودها الدعاء وزينتها التغافل، إنها علاقة تقوم على النصح المجرد من أهواء الدنيا والود القائم في السر قبل العلن وفي الغياب قبل الحضور وَلَيْـسَ أَخِي مَـنْ وَدَّنِـي بِلِسَانِـهِ وَلَكِنْ أَخِي مَنْ وَدَّنِـي وَهُوَ غَائِـبُوَمَنْ مَالُـهُ مَالِي إِذَا كُنْتُ مُعْـدِمًـاوَمَالِـي لَـهُ إِنْ أَعْوَزَتْهُ النَّـوَائِـبُلا يعرف طعم الحياة من لم يتذوقها ولا يعرف معنى الأخوة من لم يخبرهاوَمَـا المَـرْءُ إِلَّا بِـإِخْـوَانِــهِكَمَـا يَقْبِـضُ الكَفُّ بِالمِعْصَـمِوَلَا خَيْـرَ فِـي الكَفِّ مَقْطُوعَـةوَلَا خَيْـرَ فِـي السَّاعِدِ الأَجْـذَمِالأخوة الصادقة شريان الحياة الممتد عبر الزمن تزدان بريقا كلما مرت عليها المحن وتزدان تألقا كلما ابتعدت عنها المصالح إنها لا تباع ولا تشترى ولا تجتلب ولا تفرض وليس لها ثمن ولا كفاء لا تعرف قلوبها انقطاعا وإن تباعدت الأجساد ولا يخفت وهج وصالها وإن قل اللقاء فإذا ظفرتَ بذي الوفـــــاء فحُط رحلكَ في رحاله وخاطبه بلسان من قال:يا من فدت نفسه نفسي ومن جُعلتْ له وقاء لما يخشى وأخشاهُ أبلغِ أخانا أدام الله نعمته أنّي وإن كنت لا ألقاه ألقاهُ وأن طرفي موصول برؤيته وإن تباعد عن مثواي مثواهُ ما نعمة قدمت عندي ولا حدثت إلا ومنه بها أحظاني اللهُ ولا بلاء جميل جرَّ لي حسنا إلاّ به نلت أولاه وأُخراهُ اللّه يعلم أني لست أذكره وكيف يذكره من ليس ينساهُ عدّوا فهل حَسَن لم يحوه(حَسَن وهل فتى عدلت جدواه جدواهُ البحر يفنى ولا تفنى مكارمه والقطر يحصى ولا تحصى عطاياهومن هنا كانت الأخوة( أوثق عرى الإيمان : الموالاة في الله والمعاداة في الله، والحب في الله والبغض في الله عز وجل ) وصاحبها أحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم الفزع الأكبر ( ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه .) بل تكفي الأخوة مطلبا ومقصدا أنها الجسر الطبيعي لتذوق حلاوة الإيمان ( من سره أن يجد حلاوة الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا لله ) والبوابة الكبرى لاستجلاب محبة الله ( زار رجل أخا له في قرية فأرصد الله له ملكا على مدرجته فقال: أين تريد ؟ قال : أخا لي في هذه القرية فقال : هل له عليك من نعمة تربها ؟ قال : لا إلا أني أحبه في الله قال : فإني رسول الله إليك أن الله أحبك كما أحببته ) ومن فعل ذلك قاصدا بفعله وجه الله فقد استكمل المسير إلى اكتمال الإيمان ( من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان )