14 سبتمبر 2025

تسجيل

العراق فوق "بركان الفتنة"

30 سبتمبر 2013

يعيش العراق هذه الايام فوق بركان خطير يهدد بتأجيج الطائفية البغيضة التي يمكن ان تجر البلاد — لا قدرالله — إلى محرقة "حرب اهلية" مقيتة راحت تطل برأسها من جديد، على وقع تفجيرات مجالس العزاء الآخذة فى التصاعد بشكل لافت، والتى كان احدثها بالامس حيث قتل 34 وجرح 45 فى تفجير استهدف مجلس عزاء في قضاء المسيّب شمال مدينة الحلة مركز محافظة بابل جنوب بغداد. وبضوء العثور على منشورات تحرض على العنف الطائفي، فضلا عن ضبط 27 عبوة ناسفة و24 قنبلة هاون و122 قنبلة يدوية و7 قواعد لإطلاق الصواريخ محلية الصنع فى مناطق مختلفة خلال الساعات الماضية. العراق اذن يواجه اليوم تصعيدا أكثر من خطير، وهو بالقطع تصعيد منظم لإحداث الفتنة واطلاق شرارة الحرب الطائفية المجنونة بفعل مؤامرة خارجية خبيثة لا تريد خيرا للعراق، وهو ما يحتم على القادة هناك وكافة القوى السياسية أن يتنبهوا الى أن الاقتتال والتطاحن الطائفي لن يفرز منتصرا فالجميع خاسرون والوطن هو الضحية فالارواح التى تزهق عراقية والدماء التى تسيل عراقية، وهذا الطريق لن يقود الا الى الخراب والدمار والعودة بالعراق الى قرون ماضية بدلا من انطلاقه الى الامام. المتربصون بالعراق والضامرون له السوء والمتآمرون على تنفيذ مشروع تمزيقه وتفتيته لن يتوقفوا عن مخططاتهم الماكرة، وعليه نحسب انه على جميع الأطراف السياسية التحلى بمزيد من الحكمة، واعلاء قيمة المسؤولية الوطنية ونشر ثقافة التسامح وبث روح التآلف والتآخى لوأد الفتنة بكل قوة، والتصدى لهذا التصعيد الخطير والانفجار الطائفي القادم. ولإنقاذ العراق من حرب مدمرة تدق طبولها وتنثر بذورها بجنون. قادة العراق وحكامه امام امتحان صعب وعسير يستدعى عبوره بامان تغليب مصلحة الوطن والتعالي فوق كل الجراح والآلام، من أجل سلامة العراق شعبا وأرضا، وحتى يتفرغ اهله الى مسيرة التنمية والبناء ليعود الى محيطه العربى والاقليمى فاعلا بقوة، ويلعب دوره الذى يليق بتاريخه العتيد ويتفق وعمقه الحضارى والثقافى.