10 سبتمبر 2025
تسجيلالله لا يأتي إلا بالخير حتى لو رأينا هذا الأمر أن ظاهره شر بل باطنه خير وعلينا الصبر والرضا، إليك أيها القارئ العزيز هذه القصة الواقعية، نزل زوجي مع بناتي ليذهبوا إلى المسجد وفجأة سمعت صوت ابنتي (5 سنوات) تصرخ بشدة نظرت من النافذة وإذ بباب السيارة قد أغلق على يدها وتأذت بشدة. صعد بها زوجي إلى البيت وأحضرت الكحول والشاش ولففتها مبدئيا ليذهب بها إلى المستشفى، الجميل في القصة أن البنت في أول لحظة إصابتها لم يتوقف لسانها عن الدعاء وهي تقول بصوت عالٍ، يا رب سامحني يا رب... سامحني يا رب.... حبيبي يا رب تبكي وتنادي يا رب وهي ترى الدم يقطر من يدها وتنادي سامحني يا رب، الفتاة تعرف تماما أن الله معها وهو يراها ويسمعها وهو القادر على شفائها، الفتاة تعرف أن هذا حدث بسبب ذنوبها فطلبت المسامحة من الله مباشرة، تضرعت وبكت ودعت حتى ينجيها الله، ذهبت إلى المشفى وتم ترميم الجرح الحمد لله، والأجمل من هذا كله عندما عادت إلى البيت تقول، أنا أعلم أن الله يحبني فعل هذا بي ليعطيني حسنات كثيرة، هذه هي العقيدة وهذا هو الدين الذي يجب علينا أن نربي أولادنا عليه، في هذه اللحظات تماما يظهر ما في القلب واضحا دون أي تدخلات. الله لا يأتي إلا بالخير فلنخصص أسبوعا كاملا أيها الأب وأيتها الأم لأي شيء يحدث مع ابنك أو بنتك ولا يعجبه هذا خير وعلينا الرضا والصبر ولنا أجر عظيم، أي تفضيل أو أي شيء يجب أن تردد أكيد هذا هو الخير، نجعله يرضى ونقنعه أن هذا هو الخير حتى لو أن الأمر الذي حدث له كان سيئا وليس بالضرورة أن يعرف ما هو الخير من الشيء الذي حدث له علينا الرضا والتسليم وربنا الكريم سيعطينا أجرا عظيما على صبرنا. السيارة الجميلة التي يلعب بها ويحبها وقعت وانكسرت، نقول له حبيبي أكيد هذا لخير يمكن رب العالمين سيمنحك واحدة أجمل (نحضر له واحدة وأتفق مع أحد أصدقائه أن يعطيها له كهدية). جده الذي توفاه الله وحزن عليه حزنا شديدا نقول له حبيبي هذا خير رب العالمين سيكرمه ويدخله الجنة فهذا خير له إن شاء الله ونحن سنلحق به ونراه في الجنة بإذن الله، لا بأس أن يحزن ولكن يبقى في قلبه رضا وتسليم لأنه متأكد أن كل هذا لخير، ونعلمه بأن الله لا يـأتي إلا بـالـخير وحسن الظن به. رسالة هامة للأم المربية يا أُختي العاقلة، كونك زوجة ليس اهتمامك مصبوبا في أداء حق الزوج وانتهى، الحمل أثقل من ذلك، فزواجك ليس علاقة ودية وأحلاما وردية، بل بناء وتربية، وإعداد وتهيئة، الذرية الصالحة لا تخرج من بيت لا يقام فيه شرع ولا دين ولا تربية، أطفالك ملكك وتربيتهم كعجينة تشكليها بيدك، أنتِ السقيا وهم الثمار، وأنتِ الظل وهم النِتاج في مجتمع تساوى فيه الكبير والصغير بتناول الممنوعات وإباحتها، عليك بمراقبتهم، ربيهم على حياة نبوية وأخلاق محمدية، ليكن بيتك كبيوت السلف السابقين، اضربي لهم مثلا في أنسٍ خادما لرسول الله ﷺ وهو في صغره.. وزيد يكتب وهو صبي، اجعلي من هؤلاء الفتية الذين ترعرعوا حول النبي ﷺ مثالا لذريتك، لا كما يتخذ جيل اليوم بكل شاذ أسوة، رسالة لك يا وصية الرسول، إذا أصلحت المرأة ما بينها وبين خالقها، أصلح الله لها زوجها وأبناءها، فأنجبت الصالحين الأبرار.... أما إن أدمنت الأفلام والمسلسلات... والأسواق والتجمعات النسوية... فكيف تستنتج لنا الأبناء الصالحين والبنات الصالحات. وعلمي أبناءك أن يقولوا دوما (رب ارحمهما كما ربياني صغيرا) حتى يتمرنوا على الدعاء لك ولوالدهم ولأجدادهم حتى يصلكما دعاؤهم في الدنيا وداخل القبر. كسرة أخيرة لـن يشكوك ابنك يوم القيامة لأنك لم تسافر به للسياحة، أو لأنك لم تملأ له الثلاجة، أو لأنك لم توفر له أجهزة مثل أقرانه، لـكـنه سيسألك: لمَ لم توقظني وتعلمني الاستيقاظ لصلاة الفجر؟، والتهاون في الفرائض والانخراط في المنكرات ومصاحبة أصدقاء السوء ومتابعة المسلسلات الملهية للعقل، ابنتك ستسألكِ يوم القيامة، لم لم تمنعيني من لبس العباءة الملفتة والملابس التي تكشف محاسن جسمي.. لم لم تأمريني بالحجاب الشرعي الكامل، لم لم تمنعيني من الخروج متعطرة لفتنة الرجال ولم لم تمنعيني من نمص الحواجب والمقاطع الفاسدة والحديث مع الأجانب والتهاون في الصلاة؟، لم لم تحجبيني عن نار الدنيا حتى لا تكون طريقا لنار الآخرة والعياذ بالله.