24 سبتمبر 2025
تسجيلدخل سباق عمليات الإجلاء الجارية في أفغانستان لنقل الأجانب والعائلات الأفغانية إلى الخارج، ساعاته الأخيرة مع اقتراب حلول موعد المهلة التي تنتهي غداً الثلاثاء، حيث تم إجلاء نحو 15 ألف شخص عبر أكبر جسر جوي في تاريخ العمل الإنساني. وفي ظل الظروف المعقدة والتحديات الكبيرة، التي رافقت عمليات الإجلاء، بعد دخول قوات حركة طالبان إلى العاصمة كابول، على نحو أسرع مما كان متوقعاً وبشكل فاجأ الولايات المتحدة وحلفاءها، برزت دولة قطر التي أصبحت بفضل وساطتها بين حركة طالبان من جهة وواشنطن والأطراف الأفغانية من جهة أخرى، وما اكتسبته من ثقة الجميع في حيادها، القناة الرئيسية لدول العالم في التواصل مع الحركة لضمان إنجاح عمليات الإجلاء. لقد وضعت التطورات التي تشهدها أفغانستان الدبلوماسية القطرية في مركز الجهود الإنسانية الدولية، حيث نجحت في نقل وتسهيل خروج عشرات الآلاف من الأجانب والأفغان وعائلاتهم إلى بر الأمان، حيث شاركت بنشاط فعَّال في العمليات، ووفرت ممراً آمناً لإجلاء النساء والأطفال والطلاب والإعلاميين، حيث حظيت جهودها الإنسانية ودورها الحيوي في تنسيق عمليات الإجلاء باحترام وتقدير كبيرين. ولم يكن غريباً، أن ظلت دولة قطر تتلقى الشكر من شتى أنحاء العالم، لدورها في تسهيل عمليات الإجلاء، بعد أن تحولت إلى مركز دولي لتنسيق جهود الإخلاء، ودخلت من خلال دورها الإنساني قلوب الجميع، حيث لا يكاد يمر يوم دون أن يتلقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، الشكر من قادة وزعماء العالم. إن المكانة التي أصبحت تتبوأها دولة قطر دولياً، هي نتيجة طبيعية للسياسة الحكيمة التي يرعاها صاحب السمو، وثمرة لسنوات طويلة من الجهود الخيرة والعمل في دبلوماسية الوساطة ونجاحاتها في حل العديد من النزاعات، وانتصار سياستها التي تركز على تعزيز الأمن والسلم الدوليين.