14 سبتمبر 2025
تسجيلكلما اتَّخذَتْ لجنةُ الحُكَّامِ إجراءً، هبَّ كثيرونَ لانتقادِهِ أو تأييدِهِ، وأثاروا العواصفَ الإعلاميةَ الشعواءَ التي يمنعُ غبارُها رؤيةَ الجوانبِ الحقيقيةِ للقضية مَوضِـعِ النِّقاشِ، فلا تكونُ النتيجةُ إلا أنصافَ حقائقَ هنا، وأشلاءَ مواقفَ شخصيةٍ هناك، ولا يخسرُ في النهاية سوى الـمصلحةِ الوطنيةِ العُليا في جانبِها الرياضيِّ. ولهذا، تنبغي مناقشةُ الإجراءاتِ العقابيةِ التي اتُّخِـذَتْ ضدَّ بعضِ الحُكَّامِ من ثلاثِ زوايا لنستطيعَ الحديثَ بهدوءٍ وروحٍ متمدنةٍ بشأنِها، كالتالي :(1) أنَّ الحُكَّامَ أخطأوا، فهذا أمرٌ لا شكَّ فيه ، لأنَّ تَصَـرُّفَـهُم سَيُتَّـخَـذُ نقطةً لصالحِ الإعلامِ الخارجيِّ الـمُغرضِ الذي نجحنا في تجفيفِ مَنابعِـهِ التي تَـمُـدُّهُ بما قد يستخدمُهُ للنَّيلِ من جهودِنا الـموندياليةِ، فكانت قوانينُ العملِ والإقامةِ، و رَفْعِ سقفِ الـممارَسَـةِ الديمقراطيةِ، والتوكيدِ على العملِ الـمؤسَّسيِّ وفقاً للدستورِ والقوانينِ الـمَرعيةِ، إنجازاتٍ ضخمةً ينبغي أنْ نُعاضدَها من خلالِ التَّصرُّفِ عبر القنواتِ القانونيةِ وليس بتصرُّفٍ غيرِ مقبولٍ كرَفْضِهم القبول بوَزْنِهِـم وفقاً لِـما تنصُّ عليه قوانينُ الفيفا. ولا يجوزُ الاحتجاجُ بأنهم تصرَّفوا بهذه الصورةِ لإنَّهم متأكدون أنَّ سلطةَ ناجي الجويني الـمُفْـتَـرَضَةَ ستجعلُ شكواهم غيرَ ذات فائدةٍ لو اشتكوا، لأنَّ كثيرين سيَردونَ بأنَّ جهاتٍ رياضيةً عليا يُمكنُ اللجوءُ إليها لو كان ذلك صحيحاً. (2) العقوبةُ كانتْ مُبالَغاً فيها، وزادَ من سوئِـها لغةُ الخطابِ التي استخدمَها الجويني في مؤتمرِهِ الصحفيِّ. إذ كانت لغةَ انضباطٍ عسكريٍّ أكثرَ منها لغةَ حوارٍ ومناقشةٍ للقضيةِ. فلا ينبغي أن تُطْـرَحَ القضيةُ وكأننا نحكمُ على بعضِ الحُكَّامِ بأنهم سيئو النوايا يجب رَدْعُهُم ليكونوا عبرةً لسواهم من الحُكَّامِ. فهذا أسلوبٌ مرفوضٌ في الحديثِ، ويدفعُ بنا إلى مُطالَـبَةِ اتحادِ القدم بتعيينِ ناطقٍ رسميٍّ للجنةِ الحُكَّامِ لديه القدرةُ على مخاطبةِ وسائلِ الإعلامِ بلغةٍ احترافيةٍ عاليةٍ. (3) ناجي الجويني، كفردٍ ذي انفعالاتٍ وسلوكٍ شَخصيَّينِ، ليس موضوعَ نقاشٍ، وإنما النقاشُ محصورٌ في أدائِهِ مهامَ عملِهِ. فالرجلُ يُحسَبُ له تقديمُهُ الكثيرَ للنهوضِ بالتحكيم وإعدادِ حكَّامٍ قطريينَ يُمثلونَ بلادَنا في البطولاتِ الخارجيةِ بعد صَقْـلِ مهاراتِـهِـم وإثراءِ خبراتِهِم محلياً. كلمةٌ أخيرةٌ:لا أحدَ يُمثلُ نفسَـهُ في لجنةِ الحُكَّام، لا الـمسؤولينَ الإداريينَ والفنيينَ، ولا الحُكَّام، وإنما يُمثلُ الجميعُ بلادَنا، وعليهم اللجوءُ للقنواتِ الرسميةِ في شكاواهم، وأيضاً، أن تكونَ لغةَ الحوارِ أقربَ لاحترامِ الأشخاصِ وتقديرِهم بدلاً من مخاطبتِهِم بفوقيةٍ تصلحُ مع تلاميذ في الـمرحلةِ الإبتدائية.