10 سبتمبر 2025
تسجيلرد الجميل خطوة تنم عن ثمرة خير غُرست وبشكل جميل، وخرجت؛ لتبادر بما عليها من واجبات لابد وأن تُسلم بحكم أنها الحقوق التي يُطالب بها من يُطالب؛ ليتسلمها فيأخذ ما له وإن كان بعد حين، مما يعني أن من يصنع أي جميل، يستحق من يكرمه ويرد له الجميل بما هو أجمل، وهو الوضع ذاته مع الأهل الذين يقدمون ويتقدمون بكل خير لأبنائهم ولرحلة طويلة تأخذ من العمر الكثير، دون أن يسلموا ويستسلموا أمام العقبات التي تقف وبكل شراسة من أمامهم، وهو كل ما يكون منهم ويدفعهم إليه حبهم الفطري الذي لا يكون لمقابل لربما يكون ولربما لن يكون لهم، بحكم أنه نتيجة قسمة قسمها الله لنا، فمنا من سيفوز ببر أبنائه وهو الخير بعينه، ومنا من لن يُكتب له ذلك؛ ليختبر الله صبره ومدى قدرته على التحمل، وبين الفوز بالنتيجة الأولى التي يطمح إليها الجميع، والثانية التي نخشاها يكون الوضع أكثر صعوبة؛ لأنها مرحلة تلتهم الصبر، وتثير القلق في النفوس، تماماً كوضع من ينتظر نتائج اختباره من بعد جهد بذله ولا يدركه سواه، فهي اللحظة التي تظهر الحق، وتكشفه؛ لأن ما سيغلب على الوضع حينها هو الكثير من التوتر، الذي سيحرم الأهل حق التمتع برغد العيش وبوقت هم بأمس الحاجة إلى التعرف فيه عليه، أي في المرحلة التي ستسمح للزمن بأن يأخذ من عمرهم الكثير؛ ليتركهم بأقل ما يمكن بأن يتمتعوا به، رغم أنهم بحاجة لكل ما هو أكثر، ووحده الله من يعلم بذاك الوضع الذي يحتاج فيه الأهل عن جميلهم الذي سبق وأن كان منهم لجميل يرد إليهم كرامتهم، ويعوضهم عن كل ما ضحوا به من أجل أبنائهم. من قلب الزاوية الثالثة كل ما يخرج منا يعود إلينا من جديد؛ لذا فمن الأجدر بأن نقدم أفضل ما لدينا؛ كي نفوز به تماماً وكما تمنيناه من قبل، وبما أن الحديث عمن نحب ويتعلق بهم، وهم من قد قدموا لنا حياة جعلت الحياة أفضل بكثير، فالأجدر بأن نبحث عن فرص أخرى نحاول من خلالها رد الجميل (الجميل) عليهم، بمحاولات لا تعرف الاستسلام، وإن فرطنا بها من قبل، ولم نتمكن من اغتنامها بشكل أكثر فائدة، إذ مازالت الفرصة قائمة بانتظارنا؛ كي نوظفها بعمل نبين به مدى حبنا لهم، وكل ما علينا فعله هو الاستفادة منها بشكل جيد هذه المرة، ولنتذكر بأن من سخر حياته؛ ليمنحنا كل ما نريد، سيقبل منا كل ما يعبر عن حبنا له وإن كان من خلال كلمات صادقة جداً وبسيطة، وعليه فلنبادر دون أن يجمدنا التردد.