14 سبتمبر 2025
تسجيلالترقب حالة تأخذ كل الحواس وتتوجه بها نحو نقطة معينة، لتخضع لـ (سلطة التركيز) التي نتمتع بها بقدر ما نستمتع، خاصة حين يتعلق الأمر بلحظة إطلالة العيد من بعد رمضان الذي تولى تهذيب وتشذيب ما بالنفس، لتخرج بما كان يعكر صفوها، ويعبث بها، غير أنها قد تمكنت من التخلص منه حتى بلغت مشارف هذه اللحظات. كلنا نعيش حالة الترقب تلك، وكأننا نبحث عن تلك الحصيلة التي تعكس كل ما كان منا خلال شهر رمضان المبارك، الذي نسأل الله تقبله منا (اللهم أمين)، لنفرح بها فرحة مزدوجة تبدأ بما تضمنته من عمل صالح، وتنتهي بمباركته وسط تلك البهرجة التي تتطلبها فرحة العيد، الفرحة التي تترجم معاني ابتهاج النفس ورغبتها للتعبير عن كل ما يخالجها ومن حولها، إذ إن كتمها وكبحها دون السماح لها بالخروج سيفرز لوناً داكنا سيمتص ما بالعيد من بهجة تستحق الظهور. رمضان لحظات تطالب بمجاهدة النفس، والعيد لحظات احتفال مشروعة بما كان منا من مجاهدة، ولكنها لا تكون إلا باتباع بعض الشروط التي لابد من أن تُطبق كي نعيشها تلك الفرحة وبحق، وهي تلك التي يمكننا متابعتها هنا فإليكم: 1 — شرط التنازل والنزول: يغلب الغرور النفس حين يتغلب على تواضع صاحبها، وسمو أخلاقه، فتجده يرتفع دون أن يدرك حقيقة ذاك الارتفاع الظالم الذي لن يأخذه لمكان سوى برج التعالي على الآخرين، ليصدِّق بأنه المميز والمتميز دوماً، وإن لم يكن كذلك، وأنه المبدع الحقيقي وإن لم يكن ليدرك ماهية الإبداع، وأنه الناجح وبتفوق وإن كان نجاحه مطلياً بالجهل الذي لن ينطلي على غيره، فيظلم بذلك من حوله بسبب تلك المسافة التي تفصل بينه وبينهم، حتى إنه سيفرض بذلك على الجميع الابتعاد عنه، وإن كان ذلك في يوم مميز اسمه (عيد)، ليظل وغروره بعيداً عنهم دون قيمة حقيقية له ولوضعه الذي بلغه، لينتهي به الأمر وحيداً لا يدرك معنى فرحة العيد، وكي تتجنب ذلك، فلابد من أن تتنازل عن غرورك وتنزل من برجك العالي إليهم، وتشاركهم فرحة العيد. 2 — شرط التسامح: تفرض عليك الحياة أحياناً من المواقف ما يتطلب منك التوقف عندها دون التفكير بنية التراجع والرجوع، فكأنها مجمدة يصعب تجاهلها وإن كان ذلك ممكناً، وذلك لأن النفس تنسى كيف تسامح أحياناً، خاصة حين نجد حالة التجمد تلك وقد طالت الآخر، لتمنعه أيضاً من فرض التسامح، وإرسال دعواته لتجاوز الموقف أياً كان، والعودة من بعد ذلك لحياة طيبة طبيعية سبق أن كانت، وستكون بوضع أجمل مما كانت عليه إن طلت مع العيد، لذا تعلم معنى التسامح، وسامح كي تنعم بأفضل اللحظات وهذا العيد. 3 — شرط العفو: حين يكون التسامح الذي يشمل العديد من الأطراف، فلابد من أن يكون العفو الذي لا يكتفي بفرض تجاهل ما كان، بل محوه تماماً من صفحة الأيام، فكأنها لم تكن أبداً، وهو كل ما يتطلب درجة عالية من الرقي، متى توفرت تحقق الوصول للشرط الذي يليه هذا الشرط. 4 — شرط التصالح: ويعني تحقق كل ما سبق، وتلاشي كل العقد التي وقفت أمامها تلك العلاقة يوماً ما، وعودة الأمور إلى ما كانت عليه موفرة عناصر ترابط النفوس وتلاحمها وهو ما نحتاجه بيننا كمسلمين. — 5 شرط السؤال: بعد أن مررت بكل ما سبق فلاشك بأنك على استعداد كلي لحزم نفسك وبحزم، والتوجه إلى الآخرين تسبقك فرحتك وبهجتك للاحتفال بالعيد معهم دون أن تحمل في نفسك لهم إلا كل الخير. وأخيراً فما هي إلا لحظات يطرق من بعدها العيد أبوابنا، لنستقبله بكل الحب وقلوبنا أنقى وأصفى إن شاء الله، فكل عام والأمة الإسلامية بخير، لا ينجب إلا الخير، وليوفق الله الجميع. ومن جديد راسلوني بالجديد: [email protected]