11 سبتمبر 2025
تسجيلظلت دولة قطر منذ بدء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة في اكتوبر الماضي تدعو جميع الأطراف إلى وقف التصعيد وصولاً إلى التهدئة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ووقف المواجهات المسلحة بشكل تام في كل المحاور، لتجنيب المنطقة خطر الانزلاق إلى دائرة عنف أوسع. كما ظلت تواصل اتصالاتها، كلما ارتفع منسوب التوتر على الحدود اللبنانية الاسرائيلية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، ضمن الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد، وذلك لإدراكها التام لخطورة تداعيات اشتعال جبهة جديدة من الحرب في المنطقة، التي لم تعد تحتمل مزيدا من العنف. لقد جاء حادث مجدل شمس السورية المحتلة وتبادل التهديدات بين إسرائيل وحزب الله، ليجدد المخاوف من احتمالات توسع دائرة المواجهة العسكرية في لبنان، وجر المنطقة نحو حرب إقليمية أكبر، مما يشكل تهديدا لأمن واستقرار المنطقة برمتها، خصوصا بعد أن صعّد الكيان الإسرائيلي من غاراته الجوية وقصفه المدفعي على بلدات وقرى جنوبي لبنان، متسببا بوقوع عشرات القتلى والمصابين وإجبار السكان على النزوح من هذه المناطق، مع استمرار تهديداته بتوسيع رقعة نطاق هذه الهجمات، وما يقابل ذلك من تصعيد مقابل في المنطقة. ومع حالة الترقب والقلق في المنطقة والعالم، خصوصا بعد الدعوات الصادرة من عدد من الدول لرعاياها لمغادرة لبنان فورا، وإعلان عدد من كبريات الشركات الأوروبية إلغاء رحلاتها الى بيروت، تبدو الحاجة ملحة إلى التحرك الفوري من المجتمع الدولي لتهدئة التصعيد ومنع الانزلاق إلى حرب أوسع، وإلزام الأطراف المعنية بالتحلي بالحكمة وضبط النفس. إن الضمانة الوحيدة لتحقيق سلام مستدام في المنطقة، هي الوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية في إطار المبادرة العربية، وبما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة، على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشريف.