16 سبتمبر 2025
تسجيلفي الوقت الذي نطالب بالحفاظ على اللغة العربية كلغة رسمية أساسها القرآن الكريم كما ذكر في محكم آياته «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ» للحد من الأعجمية والتكسير والتشويه والتأتأة والهشاشة التي ألمّت به عند الاستخدام نطقاً وكتابةً وحوارًا، نتيجة استخدام المفردات الأجنبية المستخدمة اليوم التي غزت مجتمعنا ولمست الفكر بالقبول والتداول، وأثرت على كينونة اللغة المستخدمة العربية واللهجة العامية، خاصة على ألسنة الأجيال الحاضرة، والتي دخلت علينا عبر منافذ متعددة لايمكن إغلاقها والحد منها، بفعل التقدم الحضاري التكنولوجي بدءًا بالانترنت ومشتقاته واستخدامه في كافة الأصعدة التعليمية والوظيفية والشرائية. لتختلط اللغة العربية مع مفردات أجنبية عند النطق، كما هي المدارس الأجنبية وفرضية لغتها في مناهجها التعليمية، لينتهي المشوار بوجود الخدم باختلاف الجنسيات واللغات في المنازل والاعتماد عليهم في التربية والرعاية والتحاور مع الأطفال بلغة أوطانهم، والتأثر بها في الكلام، ناهيك عن المعاملات والخطابات الرسمية الصادرة من بعض المؤسسات والوزارات والادارات التي ما زالت ترد للمتعاملين باللغة الأجنبية كتابة، وسبق ذلك كله الخطوط الجوية القطرية التي تتخذ اللغة الانجليزية منهجها في التخاطب مع المسافرين على متنها في أغلب رحلاتها. بالاضافة الي سياسة المدارس المستقلة واعتمادها على اللغة الانجليزية كلغة أساسية مع بداية مولدها، في ضوء ذلك كله مع الأسف طمست اللغة العربية وطمست هويتنا كمجتمع عربي، وتراجعت لغتنا الى الوراء في الاهتمام كتابة ومحاورة ولغة، وتشوه جمالها، وهزل كيانها، وضعفت ألفاظها، وضاعت بلاغتها. …. في العالم التكنولوجي الحديث المعتمد عليه اليوم بلغته الأجنبية «الانجليزية» في أغلب متطلبات حياتنا التعليمية والوظيفية والشرائية والتواصلية مع الآخر تتداول ألفاظا أجنبية ترددها الألسنة بصفة مستمرة بلهجتها الأجنبية [ تويتر/ سناب شات/ يوتيوب/وفيسبوك/ غوغل/ ريتويت/ تيك توك / انستغرام/ويز / لوكيشن / بوتين/ ميت / ترند/ فولو / فويس وغيرها من المصطلحات التي يتردد نطقها خاصة بين الأجيال الحاضرة التي لا تستغني عن حمل الجهاز الالكتروني وما يدور فيه من مصطلحات ورسائل وبرامج جميعها باللغة الأجنبية، بالاضافة الى مصطلحات أخرى أجنبية تستخدم أثناء الأحاديث اليومية وتمتزج بلغتنا ولهجتنا بها خاصة تكون أكثر وضوحا وتداولا بين الأطفال والشباب، وبذلك تضيع لغة القرآن بين أفكار وعقول تعتقد أن عجلة التطوير والتغيير لم تتحقق الا بالانسلاخ والإحلال عن الهوية العربية، لذلك لم نستنكر في التخاطب والحديث والكتابة، التأتأة والركاكة والأعجمية التي شاعت بين أبنائنا، كما لم نستنكر عدم معرفتهم بقراءة القرآن وفهمهم، لأنهم لم يدركو لغة الضاد. …. تعلّم اللغة الأجنبية السائدة اليوم «الانجليزية» والتحدث بها واستخدامها وانتشارها عبر الاستخدام الالكتروني «جوجل» مطلب حضاري يفرضه التمازج والاحتكاك بالثقافات الأخرى، والتعامل معها في الداخل والخارج، كما يفرضه التعامل مع أجهزة التواصل الإلكتروني، ولكن تبقى الأولية. والأحقية للغة الأم «العربية» التي هي الوطن الآخر للانسان، وصدق الدكتور محمود السيد حين قال في تغريدة له: «اذا فقد أيّ شعب لغته الأم، فإن ذلك سوف يؤدي الى طمس هويته المميّزة، لأن اللغة جنسية من لا جنسية له، إنها وطن، ومن فقد لغته فقد وطنه» لذلك لابد من المتابعة والتشديد علي استخدامها خاصة الذين يتعاملون مع مصطلحاتها والتحدث بها من الأطفال والشباب في مواقف لا تستدعي وجود التحدث بها وتلك مسئولية مجتمعية.