09 سبتمبر 2025
تسجيلالمقاومة الفلسطينية فكرة لن تموت ولن تنهار ولن تتوارى، من سنوات طوال ماضية ونحن نسمع عن مقاومة الشعب الفلسطيني لإسرائيل في أرضهم، التي تولدت مع انتفاضة الحجارة، من سنوات تعج صحفنا العربية والإسلامية بالتنديد مع كل عملية صهيونية ووقوع الضحايا، ونسمع عن حشود جماهيرية عربية تملأ الشوارع تهاجم وتستنكر وتطالب بالمقاطعة واستخدام القوة، اليوم انقلبت الموازين، ووضعت المشاعر والأحاسيس العربية والمسلمة في ثلاجة المصالح والأنانية، ولا نرى إلا حشودا جماهيرية في الدول الغربية والآسيوية تخرج شعوبها في الشوارع تطالب بوقف الإبادة الصهيونية الدامية وتتحمل الوقوف والاعتقال والضرب من رجال الأمن لكنها ثابتة لإيمانها بالإنسانية وحقوقها واستقرارها، اليوم كثر المنافقون والدجالون واشتد بريق العملاء والخونة الذين يمثلون حزبا أو دولة أو مذهبا وشراء الضمائر، مع سهولة استخدام المنصات المجتمعية، كل يدلي بدلوه من تفسيرات وآراء وتحليلات بعيدة عن مصادرها الحقيقية والمختصين، كل يصدق ما ينتمي إليه وما يؤمن به من فكر ومذهب ومصلحة، تحشد بها العقول البشرية ليتولد الفكر الحاقد، والغضب المنتقم لذلك لا يستبعد الاغتيالات المفاجئة لأصحاب الفكر والدعوة والسياسة وملاحقتهم. أحمد ياسين، وغسان كنفاني ومحمود المبحوح وعماد مغنية نماذج للاغتيالات الصهيونية وغيرهم، لحق في ركبهم الشهيد إسماعيل هنية رحمه الله، ليتوارى تنديد اغتياله في بعض دولنا العربية وراء ستار المصالح الصهيونية وحلفائها. …. في العاصمة الإيرانية أو القطرية أو في غزة أو في أي مكان أجله مكتوب ومقدر أين ومتى وكيف !! يوم الجمعة وارى جسد الشهيد إسماعيل هنية الثرى في العاصمة القطرية بحضور رسمي وشعبي، لحقته الأيادي الصهيونية الدامية، لكنه القدر الإلهي والموت الحتمي الرباني، كل شيء خلقناه بقدر، قدره أن يموت ويدفن في أرض غير أرضه، مثله لا يُبكى عليه وهو الذي بعد اغتيال أبنائه قال بكل صبر وعزيمة: «إن الاغتيالات لن تكسر عزيمة الشعب الفلسطيني، وهذه الدماء لن تزيدنا إلا ثباتا على مبادئنا وتمسكا بأرضنا» قال تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}. لحقته الأيدي الصهيونية الآثمة إلى مقر إقامته في العاصمة الإيرانية من خلال العملاء،، إنه القدر الإلهي والموت الحتميّ الربّاني، قدره أن يستشهد ويدفن في أرض غير أرضه ليلحق بركب أبنائه وأحفاده وأبناء وطنه، ويلحق بمن سبقه من عناصر المقاومة الفلسطينية التي اغتالتهم الأيادي الصهيونية وعملاؤها. مثله لا يبكى عليه، حشود جماهيرية بالآلاف في مختلف الأوطان العربية والإسلامية صلت عليه صلاة الغائب… … لتحتضن أرض قطر جسده، بموقفها الثابت ومبدأها الثابت تجاه القضية الفلسطينية، مهما تواردت الأقوال والاتهامات حول احتضانها لعناصر المقاومة لن تنحني ولن تتنازل ولن تتغير، تحمل على أكتافها القضية وتمد أكفها لاحتضان عناصرها،،، وستبقى المقاومة سهما في خاصرة العدو. لن تنتهي باستشهاد عناصرها، وستبقى حاضرة حتى النصر وكما قال الشاعر إِذا سَيِّدٌ مِنّا خَلا قامَ سَيِّدٌ قَؤُولٌ لِما قالَ الكِرامُ فَعُولُ