23 سبتمبر 2025
تسجيليقف حجاج بيت الله الحرام اليوم على صعيد جبل عرفات تحقيقا لركن الحج الاكبر، ويشكل موسم الحج هذا العام مناسبة لم تراع فيها السعودية قيم يوم عرفة، برفضها قبول حجاج من العالم الاسلامي بنسب متقاربة لأداء الفريضة كإجراء احترازي لمواجهة فيروس كورونا، وبحجة أن اجهزة المملكة ليس في مقدورها التعامل مع العدد الكبير من الحجاج من خارج المملكة في ظروف الوباء. ومع رفض السلطات السعودية تحقيق المساواة والتجاوب مع البدائل التي طرحتها عدة دول اسلامية، والتي كانت متاحة ومنها اختيار حجاج من كل دولة بنسب معينة ووفق اجراءات احترازية تضمن سلامة الحجاج، الا ان الرياض لجأت للحل السهل وهو قصر الحج على حجاج الداخل، مما حرم دول العالم الاسلامي من المشاركة في اداء الفريضة ضاربة بقيم التضامن الاسلامي عرض الحائط. لقد كانت وقفة عرفات لتأكيد حق الحياة كأمر مقدس، وما احوجنا اليوم الى هذه القيم التي رسخها نبي الاسلام محمد صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع في مثل هذا اليوم. وإذا كانت جائحة كورونا كشفت مواقف الدول فإنها مناسبة لتأكيد إعلاء قيمة الحياة والتضامن لمواجهة المخاطر التي تحدق بالبشرية جمعاء. على أن دولة قطر آلت على نفسها منذ اللحظة الاولى ان تعلي قيم التضامن، ليس فقط مع الشعوب العربية والاسلامية بل مع شعوب العالم قاطبة، في مواجهة هذه الجائحة التي احدثت وفيات بالغة في العديد من الدول، وضربت دولة قطر اروع الامثلة في تحقيق قيم يوم عرفة بإعلائها من قيمة الحياة، وإنقاذ الأرواح المصابة دون تفرقة، تأكيدا لما أعلنه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في مثل هذا اليوم من قيم حضارية، تمثلت في النظر الى الحياة كحق مقدس "أيها الناس إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا..". كما أعلت دولة قطر من قيم يوم عرفة بما أبدته من تضامن مع الانسانية بالشكل الذي حاز اعجاب العالم بهذا النموذج الحي الذي يطبق قيم الاسلام واقعا معاشا، حاز اعجاب الدول الشقيقة والصديقة، فضلا عما ابدته من تعزيز قيم المساواة في تقديم العلاج والرعاية الصحية للمواطنين والمقيمين على ارضها على قدم المساواة، وهو ما شهد به من خضعوا للحجر الصحي من المقيمين والمواطنين دون تفرقة، ولتكون هذه هي الطريقة المثلى لإحياء قيم يوم عرفة، وفهم رسالة الاسلام في هذه الشعيرة المقدسة.