10 سبتمبر 2025

تسجيل

الدومينو: كرستيانو رونالدو في القرن الأفريقي

30 يوليو 2018

هنا تتهاوى الجغرافيا بين السياسة والرياضة، وفي الرياضة ليس من خبرٍ أخذ بتلابيب الوسائل، كمثل ما فعلت صفقة انتقال لاعب العالم الأول كرستيانو رونالدو، أو ثاني اثنين مع رفيقه ميسي -إن شئت - من الفريق المدريدي إلى يوفنتوس، وبعيداً عن جدل مبررات الانتقال أو تأثيراته على أيٍّ من الساحتين الأسبانية والإيطالية، بعيداً عن رقمٍ قياسيٍّ لمبيعات القميص (CR7)، يبقى المهم هو زلزال الدومينو في دوريات أوروبا الكبرى. غادر (الدون) ليعيد تمايز الصفوف، الريال يبحث عن البديل، نظر شمالاً نحو باريس سان جيرمان، لكن الأخير رد واثقاً أن نجميه نايمار وإمبابي أثبتُ كعباً من برج إيفل، وفي الشمال الأقصى ابتسم (تشيلسي) والملكي ليس أمامه سوى هازارد والزمن يتقاصر ليرفع سعر البلجيكي لما يقارب مائتي مليون يورو. وفي إيطاليا تتوالى الهزات الارتدادية، هيغوايين عليه أن يخلي المقعد للقادم الفخيم، تشيلسي في وجود ساري يعاين الأرجنتيني على استحياء، ميلان رغم ابتلاءاته يسعى لصفقة تبادليةٍ تعيد بونوتشي للسيدة العجوز ليظفر بهيغوايين، ومورينهو يقاسي ضَعف الود بينه وبين بوغبا، وإذا كان الأخير قد برم بأسلوب مورينهو فيما يتعاوره الحنين لمنزل تورينو، فإن اللعب إلى جانب كرستيانو يظل حلماً يغازل السيرة الذاتية لأي لاعبٍ عاصره. وعندئذٍ فليس من أفقٍ أن تستريح القطع المستطيلة على الطاولة جراء زلزال (الدون)، حتى وإن وضعت التسجيلات الصيفية أوزارها. وفي القرن والوسط الأفريقي تضطرب مياه البحيرات العذبة وتتلاطم الأمواج في بحر (الحِميَر) الممر المائي الاستراتيجي فتتواثب القطع المستطيلة على الطاولة جراء حراكٍ إقليمي لا يقل عما فعلته (صفقة القرن) في الكرة الأوروبية. السودان يقلب ظهر المجن باصطفائه الأكثر تأهيلاً للاعتناء بسلام الجنوب وعنده يلتقي الفرقاء طوعاً فيما تفترُّ أسنان البعض اصطكاكاً يحسبه الجاهل ابتساماً، وعلى حدود الشطرين داخل الجنوب يعلن السودان والجنوب أن سبتمبر المقبل سيشهد قطف ثمرات باطن الأرض زيتاً يحد من غلواء الدولار وينسكب ترياقاً في مسارب الكرامة الوطنية. وفي الخرطوم يرفضُّ هزيم ركامٍ خريفيٍّ يقرر أن العريكة أصلب عوداً من سفاه الشكائم. وحراك الخرطوم لكسر أنف الفساد يمضي هو الآخر لقطع دابر الظاهرة ورفد بيت مال السودانيين بكل ما ناله أي مفسدٍ بغير وجه حق. وهناك على حدود السودان الشرقية يتوتر عصب البحر .. زيارةٌ من رئيس الوزراء الأثيوبي لأرتيريا هي حدث القرن منذ استقلال الثانية ، تتبعها زيارةٌ للرئيس الأرتري لأثيوبيا كميلادٍ لأواصر تعقب عداء عقدين من الزمان .. ثم زيارة لزعيمي الدولتين للإمارات العربية المتحدة .. ثم يتبع ذلك قمةُ سعودية أرترية. والسودان في ذات الأثناء يستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وقبل ذلك كان السودان في عنتبي يعتني بسلام الجنوب وبأواصر أهل البحيرات العذبة .. والسودان كان في روسيا ليس مجرد متبضَّعٍ في قمصان اللاعبين الأفذاذ ولا متمترسٍ خلف فريقٍ قطع الفيافي لتشجيعه، بل أنه اهتبل السانحة لمواصلة سياقات زيارة الرئيس السوداني خلال نوفمر من العام المنصرم. إذن هو صراع النفوذ في أزمنة تسارع التحالفات وتواثبها يمضي ليحدد اللاعب الأول الذي يستنفذ كل القطع بيديه ليحصي ما بأيدي الآخرين .. هل كان بالإمكان تفادي مغادرة رونالدو للريال ؟ .. أم أن ذلك الزلزال قدرٌ لا راد له ؟.