10 سبتمبر 2025

تسجيل

موعدنا قطر.. قالها العالم

23 يوليو 2018

انطلاقات ذلك الفتى المبدع وهو يدير رؤوس المتابعين عجباً ظلت معلماً لا تخطئه الذاكرة خلال شهري نوفمبر وديسمبر من عام 1992.. كان يتجاوز الدفاعات رشيقاً كالسهم مما حدا بالمعلق الرياضي يوسف سيف أن يلقبه بالسنياري، اللقب الذي ظل يلازمه حتى يومنا هذا، وفي خواتيم ذات العام نصَّب العنابي نفسه بطلاً لخليجي 11 التي استضافتها الدوحة ليضع تاريخاً جديداً لبطولات الخليج ويكسر احتكار الكويت والعراق للبطولة بعد عقدٍ كاملٍ، وحينها حققت دولة قطر أول بطولة للكأس الخليجية.. ظفر السنياري وقتها بنجومية البطولة كما نال الكرة الذهبية للاعبين العرب كأفضل لاعب عربي لعام 1992. وخلال ديسمبر عام 2004 عادت الدوحة لاستضافة كأس الخليج وحققت لقبها الثاني بالفوز بخليجي 17. ثم عادت وحققت بطولتها الثالثة خواتيم نوفمبر من عام 2014 التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض. وتتواصل قصة الفأل الحسن مع شهري نهاية العام، وبتاريخ 2 ديسمبر 2010 تم الإعلان رسمياً عن استضافة دولة قطر لكأس العالم 2022، وخلال سبتمبر عام 2015 حدد الاتحاد الدولي لكرة القدم الفترة من 21 نوفمبر وحتى 18 ديسمبر موعداً رسميا لنهائيات كأس العالم لكرة القدم 2022 المقامة في قطر. وبحلول ظهر الأحد قبل الماضي قطعت جهيزة كل تخرُّصٍ مشى بالتشكيك الخديج. وعبر ابتسامة واثقة وحضورٍ ما كان للعدسات أن تغفله ، تقدم أمير قطر يستلم – على شرفة المحفل العالمي - شارة تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2022 من الرئيس بوتين في حضور رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم ''الفيفا'' جياني إنفانتينو . أما رئيس الدولة العظمى فقد أقر بثقتهم في قدرة قطر على تنظيم كأس العالم على مستوى رفيع. أما الشيخ تميم فقد رحب "باسم كل العرب بكل العالم في كأس العالم 2022 ". المحفل الفخيم الجامع العصي على زبد الترهيب وزيف الترغيب قالها من روسيا: موعدنا قطر .. قال العالم إن الملتقى المرتقب في دوحة العرب.. طلاقة عالميةٌ خليةٌ من آفات الوتر والتحاسد. وفي الدوحة خلية نحل لا تكاد تخطئ الأعين الصحاح انخراطها الدؤوب وثقتها في تمام المهام في مواقيتها بحيث تقدم الدوحة النموذج الأكثر وضاءةً في سماء زمانٍ عربي جديد.. وما أحوج عالمنا العربي المثخن بالإحباط لنجمٍ يضئ مجاهيل الليل العربي الأبكم. إذن تخير العالم الدوحة وأحسن الاختيار .. سوف تتأهب الشواطئ القطرية الساحرة، وتهش الشجيرات في الأودية والسهوب والنجاد تفتح ذراعيها للعالم. وفوق كل ذلك سيقف الإنسان القطري كل قيم الفضائل المطبوعة المركوزة في الوعي الجمعي سماحةً وإكراماً للضيوف وحفاوةً بكل من يفد لهذه الديار الطيبة، سيقفون كل ذلك لتقديم النموذج العربي الكفيل بأن يتعرف علينا العالم عن كثب ويدرك طينة هذه الأمة. والعالم الذي يحل ضيفاً على الدوحة سوف يأنس كيف تتساكن الحداثة والأصالة تحت سقفٍ واحدٍ، وسيدرك أن مفاخرنا ليست محض أقوالٍ، وأن النبوغ العربي قد يمرض لكنه لايموت. وسوف أحلم بدارٍ تتولى ترجمة منتج أفذاذ العرب منذ امرئ القيس والنابغة وطرفة وابن الفريعة ودريد الصمة والشنفرى، مروراً بخنساء وجرير والفرزدق وأبي تمام والبحتري والمعري والمتنبئ، وحتى شوقي والسياب وفدوى طوقان ونازك الملائكة ودرويش والفيتوري وسند ونزار .. ولعلي أطمح – أدناه - أن تتصدى دار نشرٍ قطريةٍ لاختيار قصيدةٍ لأيٍّ من هؤلاء وتجمعها بين دفتي مجلدٍ يترجم للإنجليزية والفرنسية ليكون متاحاً على الأرفف غداة افتتاح المحفل العالمي في نوفمبر من عام 2022. ولا أخال أنني أشتط في الطلب؛ ومن غير الدوحة للثقافة والتنوير العربي وفي الخاطر مجلة الدوحة التي بزَّت كل نظيراتها، وصحافة قطر، وقناة الجزيرة، ومجموعة بي إن.. وتجربة أهل السودان المدهشة مع الدوحة بحاجةٍ لمن يوثق لها اليوم قبل الغد، وقوافلهم ملء العين.. المشير سوار الذهب.. الروائي الطيب صالح.. النطاسي البارع، د. عمر عبود.. التشكيلي الصلحي .. الشاعر مصطفى سند.. المطرب مصطفى سيد احمد.. الشاعر النور عثمان ابكر.. الروائي أمير تاج السر وغيرهم من كانت الدوحة مستقرهم ومنطلقهم نحو العالمية. الدوحة عند الموعد وقد استلم أمير قطر شارة الاستضافة.. وعندها تحضرني: إنّي إلى جَبَلَيْ تَميمٍ مَعْقِلي وَمَحَلُّ بَيْتي في اليَفاعِ الأطْوَلِ ويفاع الدوحة العالي علو الشمس سيشرف العرب.