15 سبتمبر 2025
تسجيللقد ذكرت من قبل بأنني من المهتمين بمتابعة ما يكتبه القراء، من حين لآخر، في مواقعهم المختلفة، من مدونات شخصية، أو مواقع أخرى اختصت بتوفير أغلفة الكتب مع نبذة عن الكتاب ومؤلفه، أو نسخ إليكترونية منها، وتركت لأعضائها المسجلين، حرية أن يتحدثوا عن تلك الكتب، ويدلوا بآرائهم فيها، من دون وصاية أو رقيب، ولعل هذه واحدة من أهم ميزات الإنترنت الكثيرة، أنها انتقلت بشؤون القراءة، من مقاهي المثقفين الروتينية وغرفهم المغلقة الهامسة، إلى فضاء أرحب، وبالتالي ساهمت إلى حد ما في انتشار الكتب. فالذي يقرأ تعليقا إيجابيا عن كتاب ما، يسعى بالضرورة لمحاولة امتلاكه، وحتى الآراء السلبية، مهما كانت عنيفة وقاسية، وفيها تجن أحيانا على الكاتب وكتابه، أيضا تساهم في الترويج لهذه السلعة التي لم تعد من أولويات هذه المرحلة، بظهور وسائل جذب أخرى أشد إغواء من شراء كتاب، ومحاولة العثور على وقت لمجرد تصفحه، لا قراءته كاملا. وأيضا يشكل سعر الكتاب الورقي، معضلة كبيرة، في الوقت الذي تكالبت فيه الأعباء على الناس، وأرهقت دخولهم البسيطة. متابعتي لتلك المواقع، لا تأتي من كوني كاتبا يبحث عن رأي في كتابته، ولكن بصفتي قارئا له تذوقه وآراؤه هو الآخر، فحين أقرأ كتابا ما، ويعجبني أو لا يعجبتي، أبحث عن آراء الآخرين فيه، وبالتالي أحدد موقعي في رقعة القراءة العريضة. لقد استطعت في متابعتي تلك، أن أخرج بعدة نقاط، خاصة من قراءتي للتعليقات التي كتبت عن مؤلفات واسعة الانتشار، ولمؤلفين بعضهم اخترع اسمه وبصمته الواضحة، وبعضهم ما زال يحاول، لكن حظا ما، أو اجتهادا مبكرا، أوقف كتابه على قدمين راسختين في سكة القراءة، وشد الكثيرين إلى التعليق عليه بهذه الكثافة. وإذا اعترفنا بأن القراءة، وحب الكتاب، مزاج في الآخر، لا يجب أن نحزن على رواية رائعة مكتوبة بإخلاص شديد، ولغة أخاذة، لم تنل حظا وافرا من التعليق، وإن علق عليها البعض، كتبوا كلاما بعيدا عن عالمها، ذلك ببساطة إن المزاج العام لم يتذوقها.