03 نوفمبر 2025

تسجيل

إسرائيل تخسر الحرب والسلام

30 يوليو 2014

تكشف التسريبات القادمة من إسرائيل عن حجم ارتباك غير مسبوق داخل الإدارة الاسرائيلية، رغم مايحاول رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتيناهو من إظهاره من جدية وإمساك بزمام الأمور، وقد بلغ هذا الارتباك ذروته أمس، حينما أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية نبأ التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس على وقف لإطلاق النار في غزة قبل أن تتراجع عن هذا النبأ، وقال التلفزيون الإسرائيلي بدلا من ذلك إن هناك تحركا باتجاه التوصل إلى هدنة، وقد تزامن هذا الارتباك مع تصريح لنتنياهو بتعابير وجه عبوس في كلمة أذاعها التلفزيون الإسرائيلي أن يوم أمس "كان يوما عصيبا ومؤلما"، فيما أعلن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أن نتنياهو طلب من جديد مساعدة واشنطن للتوسط في وقف إطلاق النار.لاشك أن إسرائيل بهذا الارتباك وسط حربها الهمجية، وهذا العدوان السافر ليس على الفلسطينيين فحسب، بل على الإنسانية، قد خسرت الحرب والسلام معا، فلا هي حققت أيا من أهدافها المعلنة لهذا العدوان الغاشم، ولاهي حدت من قوة المقاومة وصمودها اللذين يتصاعدان يوما بعد يوم، فيما صورة إسرائيل تتشوه وتزداد تشوها يوما بعد يوم، ولم يحدث أن أجمع المجتمع الدولي على إدانة إسرائيل كمجرمة حرب، كما أجمع على ذلك اليوم، وبعد دخول الحرب على غزة أسبوعها الخامس، كشف هذا العدوان حجم المأساة الإنسانية التي يعانيها الفلسطينيون بعد عقود طويلة من وهم، أو إن شئتم، سراب السلام. مايحدث اليوم يؤكد للعالم أجمع أن إسرائيل كما خسرت هذه الحرب، قد خسرت السلام كذلك، وكما قال سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية "فإنه إذا لم يرفع العالم العلم الأحمر بوجه إسرائيل ويبدأ بوقفها عما تقوم به، فعندها يكون من الممكن حدوث أي شيء".وكما بات واضحا فإن الحكومة الإسرائيلية هي المعوق الرئيسي للسلام، وهناك اتفاقيتان للسلام تم خرقهما من قبل الإسرائيليين، كما خرقوا الاتفاق مع السلطة الفلسطينية عندما لم يفرجوا عن الدفعة الرابعة من المعتقلين، فأي شيئ يتوقعه العالم من إسرائيل بعد كل هذا؟.