29 أكتوبر 2025

تسجيل

سباقك مع الزمن

30 يوليو 2013

السعي وبخطوات سريعة تشتاق كل خطوة منها لأختها، لا يتفق ويتوافق مع كل ما نقوم به في حياتنا وبشكل دائم، غير أنه يفعل حين يكون القصد منه هو اللحاق بما تبقى لنا (لنا)، وما يدور هذه الأيام وخلال هذه الأيام الأخيرة من شهر رمضان الفضيل هو أن النفس قد دخلت في سباق مع الزمن لابد وأن تخرج منه مُحملة بكثير من الإنجازات التي لا تخرج عن إطار العبادة، التي تكون حين يكون منا العمل، الذي نقوم به بإخلاص تام فيكون لوجه الله تعالى دون أن يقصد غيره، والجميل أننا نشاهد فعلاً هذه الخطوات وهي تتوجه نحوها تلك العبادات وإن اختلفت الكيفية، التي تُحركها النوايا ولا يعلم بأمرها إلا الله، ولكنها تحافظ على سعيها حتى تصل إلى مرادها الذي ترجوه، ويحرص عليه من يدرك قيمة هذا الفعل فعلاً؛ والأجمل منه هو أن نجربها تلك المشاهد، ولكن بوضعية تجعل تلك الخطوات منا نحن لا من غيرنا، خاصة وأن الزمن قد بدأ بالتلاشي، ونحن بحاجة إلى إدراكه قبل أن يفوت الأوان؛ لذا فإن خير ما نقوم به هو خوض مرحلة العمل والقيام بكل ما نعلم بأنه سيُقبل بإذن الله تعالى. من الطبيعي بأن تفكر بكل ما سلف من حياتك وفيها، ولربما تربطه وما تقدم من كلمات وُجهت لك، ومن الطبيعي بأن تبدأ بعملية بحث همها الأول والأخير بأن تدرك معها وبها ما يجدر بك فعله؛ كي تبدأ بالعمل، وتغتنم ما تبقى لك من رمضان فيه، ومن جديد فإنه ومن الطبيعي بأن تسألنا كيف يكون ذلك؛ ولأنك قد بادرت بالسؤال فلابد وأن نوفرها لك الإجابة أو ما يمكن بأن ينتمي إليها. إن أهم ما تحتاجه؛ كي تخوض مرحلة العمل هو أن تصالحها نفسك، وتعالج كل تلك المشاكل التي تقطع عليك الطريق، وتمنعك من متابعة ما تقوم به أصلاً؛ لذا فلابد وأن تكون البداية من هنا، وتذكر بأن أكثر وأهم من سيستحق منك هذا كله هو (أنت)؛ لذا لا تبخل أبداً، فمن الجيد بأن تهتم وتكرس من وقتك وقتاً كافياً؛ كي تبذل من الجهود ما هو أكثر من كل ما قد تقدمت به وذلك؛ لأن الفرصة عظيمة وأنت بأمس الحاجة إليها خاصة بدخول الثلث الأخير من رمضان، وهو ما يمكن حدوثه متى تمكنت من الإتفاق مع ضميرك على ضرورة معالجة كل المشاكل التي تعاني منها؛ كي تتمكن من القيام بجديد ستقبله وترضاه لنفسك إن شاء الله. لبداية جديدة كي تبدأ بالشكل الذي ترغب به، وتصل لكل ما تحلم به فإنه ومن الأفضل لك بأن تتخلص من المشاعر السلبية التي تزاحمك ومن الداخل، خاصة تلك التي تحرص على أن تشغلك بها حتى تقتحم قلبك وتُقحمه بنزاعات لا نهاية لها، وحين تشعر بأن نهايتها قد أصبحت وشيكة تكتشف وللأسف بأن فرصتك قد إقتربت من نهايتها مما يعني أن الوقت قد مضى، وأن فرصة الفوز بفرصة جديدة تحتاج لوقت طويل قبل أن تكون، وهو ما سيضعك في زاوية لا تعرف إلا الحزن والندم على كل ما فاتك؛ وكي تتنجب ذلك فيجدر بك بأن تحرص على التخلص من تلك المشاعر فتُفرغ كل ما في قلبك؛ لتبدأ وبشكل سليم سيسمح لك بأن تنجز في هذه الأيام الفضيلة وغيرها من الأيام، وحتى تفعل نسأل الله التوفيق لنا ولك وللجميع اللهم آمين.