12 سبتمبر 2025
تسجيلبعد هدوء نسبي واستقرار أمني كان طابعه هشا خلال الشهور الماضية، عاد الارهاب الاسود يطل من جديد بوجهه القبيح على ارض الرافدين؛ منتهكا حرمة شهر رمضان؛ وموغلاً في سفك دماء المواطنين بلا تمييز بين كبير وصغير أو شيخ وامرأة. ومهددا باستدراج البلاد لإعادة إنتاج الحرب الأهلية التي تجاوزها العراقيون من قبل بتضحياتهم ووعيهم. فبالامس أدى انفجار 17 سيارة مفخخة وخمس عبوات ناسفة معظمها في بغداد الى مقتل 57 شخصا ؛ وهو يرفع عدد قتلى أعمال العنف بالعراق منذ بداية شهر يوليو الجارى الى اكثر من 800 شخص!! المؤكد ان تلك المجازر والمشاهد الدموية التى يشهدها العراق هى نتاج طبيعى لحالة الانقسام السياسى المسيطرة على الساحة العراقية ؛ وهى حالة أدت بدورها الى توفير الاجواء والبيئة الحاضنة لتلك العناصر الارهابية ؛ لاشاعة الفوضى ونشر مسلسل الموت والدمار فى البلاد. لا شك ان تصاعد وتيرة تلك الاعتداءات من شأنه ان يؤدى الى اشاعة روح الاحباط لدى المواطنين بالإحباط ؛ ويغذي نزعات الانقسام الطائفي ويشل الحياة المدنية في البلاد. وهكذا نحسب ان تصاعد العمليات الارهابية عبر تلك التفجيرات المجرمة تدعو إلى "تكاتف جهود العراقيين بجميع انتماءاتهم الحزبية والعرقية والطائفية بشكل عام لوقف نزيف الدم؛ وتفويت الفرص على المتربصين بالعراق سواء من الداخل أوالخارج؛ ولكى يعود العراق الى دوره الفاعل المؤثر فى محيطه العربى والاقليمى. ان انقاذ العراق من شبح الحرب الاهلية البغيضة الذى يخيم على مدنه اليوم يستدعى حوارا وطنيا صريحا تشارك فيه جميع القوى السياسية العراقية، شريطة ان يؤسس هذا الحوار على ارضية المساواة بين كافة ابناء الشعب ونبذ الطائفية المقيتة؛ وينطلق من احترام مبدأ المواطنة. ولعلها فرصة ونحن نعيش روحانيات العشر الاواخر من شهر رمضان المبارك؛ ومنتهيا لاستقبال ايام عيد الفطرالمبارك للقيادات السياسية فى العراق لرص صفوفها الوطنية ؛ ونبذ خلافاتها الطارئة لرسم خريطة عاجلة لانقاذ الوطن.