12 سبتمبر 2025

تسجيل

تكريم مبدعي السودان

30 يوليو 2012

الإثنين الماضي قام سعادة الدكتور حمد الكواري وزير الثقافة في قطر، وفي احتفال كبير، بتدشين اثني عشر ديوانا من الشعر، لشعراء سودانيين كبار ومهمين، لكن للأسف، لم تكن لمعظمهم دواوين منشورة من قبل، وإنما عرفوا من خلال نشر القصائد المتفرق، أو من خلال مجالس الثقافة، وأركان الفكر التي كانت موجودة في زمانهم. أيضا وفي نفس الاحتفال، تم تدشين روايتي مهر الصياح، باللغة الإنجليزية، والتي قامت إدارة البحوث بوزارة الثقافة، وبمبادرة من الدكتور مرزوق بشير، مدير الإدارة، بترجمتها إلى اللغة الإنجليزية، ولم أكن موجودا بالبلاد للأسف الشديد، لأحضر ذلك الاحتفال الكبير، الذي يهمني بالطبع كثيرا، بصفتي سودانيا، يكرم شعراء بلاده، وأيضا واحدا من الذين تم تكريمهم. ما أريد قوله، إن دولة قطر ممثلة هنا في وزارة الثقافة والفنون والتراث، بتبنيها نشر تلك الدواوين المهملة، لشعراء عرفوا بتجويد الشعر، تكون قد حققت أحلاما كانت ضائعة لأولئك الذين عاشوا وماتوا ولم يروا أشعارهم تزين مجموعات بأسمائهم، أو الذين ما زالوا أحياء، لكن يملكون نفس الحلم، وحقيقة يبدو الأمر غير عادي، أن سنوات طويلة، قد مرت، ولم يفكر أحد من قبل سوى من الشعراء أنفسهم، أو أبنائهم، أو حتى جهة مسؤولة في السودان، في نشر تلك الأعمال المهملة، لكن أعتبر ذلك حظا كبيرا، لأن نشر تلك الدواوين في قطر، أكسبها جودة الطباعة، وضمان انتشارها إلى أبعد مكان ممكن، كما أن مجرد تبني نشرها من قبل وزارة الثقافة القطرية، يعتبر شهادة كبرى لها، ستحملها وهي تعبر إلى القراء. هذا الموقف النبيل ليس جديدا من قطر، وعلى جميع الأصعدة، سياسيا وثقافيا ورياضيا. دائما ما توجد يد بيضاء تمتد إلى أحد ما، دائما ما توجد مبادرات في الخير، تغرس في تربة ما، كانت بحاجة لها. دائما ما توجد حلول حتى لمشاكل مزمنة وتاريخية، ويوجد دعم كبير، ولا محدود، وفيما يختص بالثقافة، لم يتوقف نشر الكتب لكل المبدعين أبدا، وامتد مشروع العاصمة الثقافية، ليظل مشروعا دائما، ونشطت حركة الترجمة، من وإلى الآخر، فقرأنا كتبا ترجمت لنا بدقة، وكانت اختيارات عظيمة، وما ترجمة روايتي مهر الصياح للإنجليزية، إلا تجسيدا لواحد من أحلامي الكبرى، أن أرى هذه الرواية بالذات مترجمة، ذلك لصعوبتها الشديدة، وقد احتاجت إلى عام كامل، وقام بترجمتها اثنان من المترجمين الأجانب المختصين بترجمة الأدب العربي. إذن، تحقق حلم الشعراء في أن يروا، أو يرى أبناء الذين رحلوا منهم، مجموعات شعرية أنيقة، بأسمائهم، وقطعا سيتعرف الكثيرون من الجيل الجديد، على شعراء مثل محيي الدين صابر، ومحمد محمد علي، وأونسة والشاعر العظيم محمد عثمان كجراي، الذي تعرفت عليه أيام عمله في سلك التعليم، في مدينة بورتسودان، وغيرهم من الذين لم يسمعوا بهم من قبل، وهكذا قد حصلنا على فوائد عظيمة ومتعددة، من تبني وزارة الثقافة القطرية، هذا المشروع الكبير. تحية للبلد الكريم، الواسع الصدر، قطر، ولوزارة الثقافة التي أكرمتنا جميعا.