11 سبتمبر 2025

تسجيل

أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ

30 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (76) تحدثت سورة البقرة عن صفات بني إسرائيل بشكل أكثر تفصيلا ، ومن ثم تحول الخطاب بعد سرد مواقف بني إسرائيل مع سيدنا موسى عليه السلام فننتقل إلى قوله تعالى ( أفتطمعون أن يؤمنوا ) تلوين للخطاب وصرف له عن اليهود أثر ما عدت هناتهم ونعيت عليهم جناياتهم إلى النبى ( صلى الله عليه وسلم ) ومن معه من المؤمنين , أى أتسمعون أخبارهم وتعلمون أحوالهم فتطمعوا أن يؤمنوا وهم متماثلون في شدة الشكيمة والأخلاق الذميمة لن يتأتى من أخلاقهم إلا مثل ما أتى من أسلافهم , أي في أن يحدثوا الإيمان لأجل دعوتكم ( وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ) قال ابن عباس ( رضي الله عنهما ) : هم قوم من السبعين المختارين للميقات كانوا يسمعون كلامه تعالى حين كلم موسى ( عليه السلام ) بالطور وما أمر به ونهى عنه ( ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون ) أى يحرفون كلام الله عن مواضعه لا لقصور فهمهم عن الإحاطة بتفاصيله على ما ينبغي لاستيلاء الدهشة والمهابة حسبما يقتضيه مقام الكبرياء بل ( من بعد ما عقلوه ) أى فهموه وضبطوه بعقولهم ولم تبق لهم في مضمونه ولا في كونه رب العزة ريبة أصلا , فلما رجعوا إلى قومهم أداه الصادقون إليهم كما سمعوا وهؤلاء قالوا : سمعنا الله تعالى يقول في آخر كلامه , إن استطعتم أن تفعلوا هذه الأشياء فافعلوا , وإن شئتم فلا تفعلوا فلا بأس ( وهم يعلمون ) أى أن تحريفهم حال كونهم عالمين مستحضرين له , أو وهم يعلمون أنهم كاذبون ومفترون .( وإذا لقوا الذين آمنوا ) لبيان ما صدر عنهم بالذات من الشنائع المويسة عن إيمانهم من نفاق بعض وعتاب بعض آخرين عليهم إذا لقوا ( الذين آمنوا ) من أصحاب النبي محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ( قالوا ) أي اللاقون لكن لا بطريق تصدي الكل للقول حقيقة بل بمباشرة منافقيهم وسكوت الباقين , وهذا أدخل في تقبيح حال الساكتين أولا العاتبين ثانيا لما فيه من الدلالة على نفاقهم واختلاف أحوالهم وتناقض آرائهم من إسناد القول إلى المباشرين خاصة أي قال منافقوهم ( آمنا ) لم يقتصروا على ذلك بل عللوه بأنهم وجدوا نعت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) في التوراة وعلموا أنه النبي المبشر به وإنما لم يصرح به تعويلاعلى شهادة التوبيخ الآتي ( وإذا خلا بعضهم ) أى بعض المذكورين وهم الساكتون منهم أيي إذا فرغوا من الاشتغال بالمؤمنين متوجهين ومنضمين ( إلى بعض ) أخر منهم وهم منافقوهم بحيث لم يبق معهم غيرهم ( قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ) أى بينه لكم في التوراة من نعت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ( ليحاجوكم به ) متعلقة بالتحديث دون الفتح والمراد تأكيد النكير وتشديد التوبيخ فإن التحديث بذلك وإن كان منكرا في نفسه لكن التحديث به لجل هذا الغرض مما لا يكاد يصدر عن العاقل أى أتحدثونهم بذلك ليحتجوا عليكم به فيبكتوكم , والمحدثون به وإن لم يحوموا حول ذلك الغرض لكن فعلهم ذلك لم يكن مستتبعا له البتة جعلوا فاعلين للغرض المذكورإظهارا لكمال سخافة عقولهم وركاكة آرائهم ( عند ربكم ) أى في حكمه وكتابه أى كما يقال هو عند الله كذا أي في كتابه وشرعه , وقيل عند ربكم يوم القيامة ورد عليه بأن الإخفاء لا ينفعه إذ هم عالمون بأنهم محجوجون به يومئذ حدثوا به أو لم يحدثوا , والاعتذار بأن إلزام المؤمنين إياهم وتبكيتهم بأن يقولوا لهم ألم تحدثونا بما في كتابكم في الدنيا من حقية ديننا وصدق نبينا أفحش فيجوز أن يكون المحذور عندهم هذا الإلزام بإرجاع الضمير في به إلى التحديث دون المحدث به ولا ريب أن مدفوع الإخفاء لا تساعده الآية الكريمة الآتية ( أفلا تعقلون ) من تمام التوبيخ والعتاب أي ألا تلاحظون فلا تعقلون هذا الخطا الفاحش أو شيئا من الأشياء التي من جملتها هذا , أو أتفعلون ذلك فلا تعقلون بطلانه مع وضوحه حتى تحتاجون إلى التنبيه عليه .