11 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); {فوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ الله لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79) وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ الله عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ الله عَهْدَهُ أم تَقُولُونَ عَلَى الله مَا لَا تَعْلَمُونَ (80)}. {فويل} الويل شدة الشر وويل لمن وقع في الهلكة. وقيل الويل الحزن وقيل ويل في الدعاء عليه. وقال ابن عباس: الويل العذاب الأليم. وعن سفيان الثوري: أنه صديد أهل جهنم وروى أبوسعيد الخدري (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: "الويل واد في جهنم" يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره "وقال سعيد بن المسيب: إنه واد في جهنم لو سيرت فيه جبال الدنيا لماعت من شدة حره". وقال ابن بريدة: جبل قيح ودم وقيل صهريج في جهنم. وحكى الزهراوي أنه باب من أبواب جهنم {للذين يكتبون الكتاب} أي المحرف أو ما كتبوه من التأويلات الزائغة. {بأيديهم} أي كتبوه بأيمانهم {ثم يقولون هذا} أي جميعا {من عند الله} روي أن أحبار اليهود خافوا ذهاب مآكلهم وزوال رياستهم حين قدم النبي (صلى الله عليه وسلم) فاحتالوا في تعويق أسافل اليهود عن الإيمان فعمدوا إلى صفة النبي (صلى الله عليه وسلم) في التوراة وكانت هي فيها حسن الوجه حسن الشعر أكحل العينين ربعة فغيروها وكتبوا مكانها طوال أزرق سبط الشعر. فإذا سألهم سفلتهم عن ذلك قرأوا عليهم ما كتبوا فيجدونه مخالفا لصفته (عليه السلام) فيكذبونه. ونسبة المحرف والتأويل الزائغ إلى الله سبحانه صريحا أشد شناعة من نفس التحريف والتأويل {ليشتروا به} أي يأخذوا لأنفسهم بمقابلته {ثمنًا} هو ما أخذوه من الرشى بمقابلة ما فعلوا من التحريف والتأويل {قليلا} لا يعبأ به فإن ذلك وإن جل في نفسه فهو أقل قليلا عندما استوجبوا به من العذاب الخالد {فويل لهم} تكرير لما سبق للتأكيد وتصريح بتعليله بما قدمت أيديهم بعد الإشعار به فيما سلف بإيراد بعضه في حيز الصلة وبعضه في معرض الغرض {مما كتبت أيديهم} أي كتبته {وويل لهم مما يكسبون} فيه زجر عن التحريف وعن الكسب منه. {وقالوا} بيان لبعض جناياتهم وفصله عما قبله مشعر بكونه من الأكاذيب التي اختلقوها ولم يكتبوها في الكتاب. {لن تمسنا النار} في الآخرة {إلا أياما معدودة} قليلة محصورة عدد أيام عبادتهم العجل أربعين يوما مدة غيبة موسى عليه السلام عنهم. وحكى الأصمعي عن بعض اليهود أن عدد أيام عبادتهم العجل سبعة. وروي عن ابن عباس ومجاهد أن اليهود قالوا عمر الدنيا سبعة آلاف سنة، وإنما نعذب بكل ألف سنة يومًا واحدًا. وروى الضحاك عن ابن عباس (رضي الله عنهما): أن اليهود زعمت أنهم وجدوا في التوراة أن ما بين طرفي جهنم مسيرة أربعين سنة إلى أن ينتهوا إلى شجرة الزقوم. وأنهم يقطعون في كل مسيرة سنة فيكملونها {قل} تبكيتا لهم وتوبيخا {اتخذتم عند الله عهدا} أي خبرا أو وعدا بما تزعمون فإن ما تدعون لا يكون إلا بناء على وعد قوي ولذلك عبر عنه بالعهد {فلن يخلف الله عهده} أي إن كان الأمر كذلك فلن يخلفه وفيه تجاف عن التصريح بتحقق مضمون كلامهم وإن كان معلقا بما لم يكد يشم رائحة الوجود قطعا أعني اتخاذ العهد {أم تقولون على الله ما لا تعلمون} أي مفترين وقوعه وإنما علق التوبيخ بإسنادهم إليه سبحانه ما لا يعلمون وقوعه مع أن ما أسندوه إليه تعالى من قبيل ما يعلمون عدم وقوعه للمبالغة في التوبيخ والنكير فإن التوبيخ على الأدنى مستلزم للتوبيخ على الأعلى بالطريق الأولى.