17 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); (أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (86) وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ) (87) (أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة) أي الموصوفون بما ذكر من الأوصاف القبيحة وآثروا الحياة الدنيا واستبدلوها بالآخرة وأعرضوا عنها مع تمكنهم من تحصيلها، فإن ما ذكر من الكفر ببعض أحكام الكتاب إنما كان لمراعاة جانب حلفائهم لما يعود إليهم منهم من بعض المنافع الدنيوية (فلا يخفف عنهم العذاب) دنيويا كان أو أخرويا (ولا هم ينصرون) بدفعه عنهم شفاعة أو جبرا.(ولقد آتينا موسى الكتاب) والمراد بالكتاب "التوراة"، عن ابن عباس -رضي الله عنهما: أن التوراة لما نزلت جملة واحدة أمر الله تعالى موسى -عليه السلام- بحملها فلم يطق بذلك، فبعث الله بكل حرف ملكا فلم يطيقوا حملها فخففها الله لموسى -عليه السلام- فحملها، (وقفينا من بعده بالرسل) يقال قفاه به إذا أتبعه إياه، أي أرسلناهم على إثره كقوله تعالى (ثم أرسلنا رسلنا تترى) وهم يوشع وأشمويل وشمعون وداوود وسليمان وشعيا وأرميا وعزير وحزقيل وإلياس واليسع ويونس وزكريا ويحيى وغيرهم (عليهم الصلاة والسلام)، (وآتينا عيسى ابن مريم البينات) المعجزات الواضحات من إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص والإخبار بالمغيبات أو الإنجيل، وعيسى بالسريانية أيشوع ومعناه المبارك ومريم بمعنى الخادم، وهو بالعبرية من النساء كالزير من الرجال، (وأيدناه) أي قويناه (بروح القدس) أي بالروح المقدسة، وهي روح عيسى (عليه السلام) وإنما وصفت بـ"القدس" لكرامته، أو لأنه عليه السلام لم تضمه الأصلاب ولا أرحام الطوامث، وقيل بجبريل (عليه السلام)، وقيل بالإنجيل كما قيل في القرآن (روحا من أمرنا)، وقيل باسم الله الأعظم الذي كان يحيي الموتى بذكره، وتخصيصه من بين الرسل (عليهم السلام) بالذكر ووصفه بما ذكر من إيتاء البينات والتأييد بروح القدس لما أن بعثتهم كانت لتنفيذ أحكام التوراة وتقريرها، وأما عيسى -عليه السلام- فقد نسخ بشرعه كثيرا من أحكامها، ولحسم مادة اعتقادهم الباطل في حقه -عليه السلام- ببيان حقيقته وإظهار كمال قبح ما فعلوه به عليه السلام. (أفكلما جاءكم رسول) من أولئك الرسل (بما لا تهوى أنفسكم) من الحق الذي لا محيد عنه، أي لا تحبه من هوى كفرح إذا أحب، والتعبير عنه بذلك للإيذان بأن مدار الرد والقبول عندهم هو المخالفة لأهواء أنفسهم والموافقة لها لا شيء آخر (استكبرتم) عن الاتباع له والإيمان بما جاء به من عند الله تعالى (ففريقا) منهم (كذبتم) من غير أن تتعرضوا لهم بشيء آخر من المضار (وفريقا) آخر منهم (تقتلون) غير مكتفين بتكذيبهم كزكريا ويحيى وغيرهما -عليهم السلام- وتقديم "فريقا" في الموضعين للاهتمام وتشويق السامع إلى ما فعلوا بهم إلا للقصر وإيثار صيغة الاستقبال في القتل لاستحضار صورته الهائلة، أو أنهم بعد على تلك النية حيث هموا بما لم ينالوه من جهته (عليه السلام) وسحروه وسمموا له الشاة حتى قال صلى الله عليه وسلم: "لا تزال أكلة خيبر تعاودني فهذا أوان قطعت أبهري".