18 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ( أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (77) وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (78) إن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون ) أى يسرونه فيما بينهم من المؤمنين أو ما يضمرونه في قلوبهم فيثبت الحكم في ذلك بالطريق الأولى ( وما يعلنون ) أى يظهرونه للمؤمنين أو لأصحابهم حسبما سبق في قوله تعالى ( وإذا لقوا الذين ءامنوا قالوا ءامنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون. الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون ) . فحينئذ يظهر الله للمؤمنين ما أرادوا إخفاءه بواسطة الوحى إلى النبى ( صلى الله عليه وسلم ) فتحصل المحاجَّة ويقع التبكيت كما وقع في آية الرجم وتحريم بعض المحرمات عليهم فأى فائجة فى اللوم والعتاب , ومن ههنا تبين أن المحذور عندهم هو المحاجة بما فتح الله عليهم وهى حاصلة في الدارين حدثوابه أم لا , لا بالتحديث به حتى يندفع بالإخفاء , وقيل الضمير للمنافقين فقط أو لهم وللموبخين أو لآبائهم المحرفين , أى يفعلون ما يفعلون ولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون , ومن جملته إسرارهم الكفر وإظهارهم الإيمان وإخفاء ما فتح الله عليهم وإظهار غيره وكتم أمر الله ,وإظهار ما أظهروه افتراء , وإنما قدم الإسرار على الإعلان للإيذان بافتضاحهم ووقوع ما يحذرونه من أول الأمر, والمبالغة في شمول علمه المحيط لجميع المعلومات كأن علمه بما يسرونه أقدم منه بما يعلنونه مع كونهما في الحقيقة على السوية , فإن علمه تعالى بمعلوماته ليس بطريق حصول صورها بل وجود كل شئ في نفسه علم بالنسبة إليه تعالى ونظيره قول الله تعالى " وإن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله .( ومنهم أميون ) جمع أمي وهو من لا يقدر على الكتابة والقراءة واختلف في نسبته : فقيل إلى الأم بمعنى أنه شبيه بها في الجهل بالكتابة والقراءة فإنهما ليستا من شؤون النساء بل من خلال الرجال , أو بمعنى أنه على الحالة التي ولدته أمه في الخلو من العلم والكتابة , وقيل إلى الأمة بمعنى أنه باق على سذاجتها خال عن معرفة الأشياء كقولهم عامي أي على عادة العامة , روي عن عكرمة والضحاك أن المراد بهم نصارى العرب , وقيل هم قوم من أهل الكتاب رفع كتابهم لذنوب ارتكبوها فصاروا أميين , وعن علي ( رضي الله عنه ) : هم المجوس والحق الذي لا محيد عنه أنهم جهلة اليهود , والجملة مستأنفة مسوقة لبيان قبائحهم إثر بيان شنائع الطوائف السالفة ( لا يعلمون الكتاب ) أي لا يعرفون التوراة ليطالعوها ويتحققوا ما في تضاعيفها من دلائل النبوة فيؤمنوا ( إلى أماني ) أي لا يعلمون الكتاب لكن يتمنون أماني حسبما منتهم أحبارهم من أن الله سبحانه يعفو عنهم وأن آباءهم الأنبياء يشفعون لهم وغير ذلك من أمانيهم الفارغة المستندة إلى الكتاب على زعم رؤسائهم , أو لا يعلمون الكتاب لكن يتلقونه قدر ما يتلى عليهم فيقبلونه من غير أن يتمكنوا من التدبر فيه , وإما حمل الأماني على الأكاذيب المختلفة على الإطلاق من غير أن يكون لها ملابسة بالكتاب فلا يساعده النظم الكريم , ( وإن هم إلا يظنون ) ماهم إلا قوم قصارى أمرهم الظن والتقليد من غير أن يصلوا إلى رتبة العلم فأنى يرجى منهم الإيمان المؤسس على قواعد اليقين ولما بين حال هؤلاء فى تمسكهم بحلال الأماني واتباع الظن عقب بيان حال الذين أوقعوهم في تلك الورطة وبكشف كيفية إضلالهم وتعيين مرجع الكل بالآخر فقيل على وجه الدعاء عليهم .