11 سبتمبر 2025

تسجيل

آثار التكبر

30 يونيو 2016

للتكبر في الأرض بغير الحق آثار ضارة ، وعواقب مهلكة على الفرد أو على المجتمع قاطبة :أما خطورتها على الفرد فتتلخص فيما يلي :1- الحرمان من النظر والاعتبار :أي أن الأثر الأول الذي يتركه التكبر على الفرد : إنما هو الحرمان من النظر والاعتبار ، ذلك أن المتكبر - بترفعه وتعاليه على عباد الله - قد اعتدى من حيث يدرى أو لا يدرى على مقام الألوهية ، ومثل هذا لابد له من عقوبات ، وأولى هذه العقوبات : الحرمان من النظر والاعتبار فتراه يمر على آيات الله المبثوثة في النفس وفي الكون ، وهو في إعراض تام عنها { وكأين من آية في السموات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون } ، ومن حرم النظر والاعتبار ، كانت عاقبته البوار و الخسران المبين ، لأنه سيبقى مقيما على عيوبه وأخطائه ، غارقا في أوحاله ، حتى تنتهي الحياة ، كما عقب النبي - صلى الله عليه وسلم حين قرأ الآيات الأخيرة من سورة آل عمران { إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل و النهار لآيات لأولى الألباب ... } إلى قوله سبحانك فقنا عذاب النار } عقب بقوله :( ويل لمن قرأ هذه الآيات ثم لم يتفكر فيها )110 وقد صرح المولى - سبحانه وتعالى - بهذا الأثر في قوله :{ سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق ... } .2- القلق والاضطراب النفسي :وأما الأثر الثاني الذي يتركه التكبر على الفرد، فإنما هو القلقوالاضطراب النفسي ، ذلك أن المتكبر يحب - إشباعا لرغبة الترفع و التعالي أن يحنى الناس رؤوسهم له ، وأن يكونوا دوما في ركابه ، ولأن أعزة الناس وكرامهم يأبون ذلك ، بل ليسوا مستعدين له أصلا ، فإنه يصاب بخيبة أمل ، تكون عاقبتها القلق والاضطراب النفسي ، هذا فضلا عن أن اشتغال هذا المتكبر بنفسه يجعله في إعراض تام عن معرفة الله وذكره ، وذلك له عواقب أدناها في هذه الدنيا القلق و الاضطراب النفسي .وصدق الله إذ يقول :{ ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ... }{ ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا ... }من آثار التكبر : ملازمة للعيوب وحرمان الجنة