26 أكتوبر 2025

تسجيل

أنت بحاجة لسفرة رمضانية تليق بك

30 يونيو 2015

(أنا أعرف جيداً ما أريده؛ لذا سأدخل في صلب الموضوع). أن تبدأ يومك مُخاطباً ذاتك بهذه الكلمات، التي ستختصر عليك المسافات الطويلة؛ لتُقرب لك كل بعيد عنك، فهذا يعني أن الثقة تنسكب منك، وكي تصل إلى هذه المرحلة، التي ستشعر معها براحة شديدة ستجعلك كمن يحلق في الفضاء دون أن يوقفه أي شيء، فأنت بحاجة للانصات إلى التالي:حين تعرف ما تسعى إليه، وتدركه بشكل جيد تتلاشى كل العقد وتخجل كل العقبات؛ لتنسحب في هدوء تام عن سماء حياتك، فتصبح من بعدها الرؤية واضحة، وتشعر أن المسافة التي تفصلك عن المرجو فعله قد تقلصت، فتجد نفسك وبتلقائية شديدة وقد سلكت المسار خلال فترة زمنية لا تُحسب على الزمن، وهو ما ستدرك روعته الفعلية حين يكون، ولكنك لن تفعل ما لم تجتهد؛ كي يكون لك فعلاً، مما يعني أن الأمر يعتمد عليك وحدك؛ لذا فلنبدأ بك من أجلك.تسود بين البعض فكرة خاطئة يروجها أصحاب الهمم الشاحبة، ألا وهي أن نهار رمضان يبتلع الجهد والوقت فيقضي على الأهداف فلا نُحقق منها تلك الأخيرة أي شيء، في حين أن تحقيق أي منها في هذا الشهر الفضيل وسط جملة المهام التي يتوجب علينا القيام بها كمسلمين هو الإنجاز الحقيقي، الذي سنفتخر به متى حققناه، وكي تفعل ذلك فإن أول ما يجدر بك فعله هو التخلص من تلك الفكرة، بالتركيز على ما تريد تحقيقه، فإن فعلت توجه للخطوة الثانية، ألا وهي القضاء على كل صوت يُخمد جهودك حتى من قبل أن تكون.أحياناً ترغب بفعل شيء (ما)، ولكنك وحتى من قبل أن تبدأ به تسمع صوتاً داخلياً يُخبرك بأنك لن تتمكن من فعل ما تريد، وأنك لن تنجح فيه أبداً، والحق أنه قد يكون مصيباً في كلامه، الذي سيبدو مُقنعاً بالنسبة لك في حالة واحدة وهي: أنك سمحت بذلك، واقتنعت به، بل وقبلت بأن تُنهي كل شيء حتى من قبل أن يبدأ؛ لتعرف إمكانياتك الحقيقية وتتعرف عليها، في حين أنه سيتحول لمجرد هلوسات لا حق لها بأن تكون، إن لم تسمح لها بأن تزاحم أفكارك وتأخذ لها حيزاً من رأسك، وحرصت على إخمادها منذ البداية بتجاهلها وكأنها لم تكن أصلاً، فتكون بذلك قد قطعت نصف المسافة؛ لتربح الفرصة المناسبة، التي ستسمح لك بمتابعة ما عليك، وعليه جرب من هذه اللحظة إخماد كل صوت يسعى إلى بث الكسل والخمول في أعماقك وتجاهله؛ كي تخرج بالنتيجة التي ذكرتها آنفاً، فإن نجحت بارك جهودك، وقدم لنفسك هدية تستحقها؛ كي تشعر بقيمة ما قد حققته؛ لأنك فعلاً تستحق ذلك.إن كل ما قد ذكرته في مقال هذا اليوم مُجرد دفعة بسيطة تحثك على تحريك عضلاتك في رمضان دون أن تقبل بالكسل كوضع تتناغم معه، فالصيام لا يعني الامتناع عن العمل، ولكن الإقبال عليه بنشاط كبير، والإخلاص فيه؛ كي نفطر على نتائج مُشرفة تليق بسفرة (الإنجازات العظيمة) التي نستعرضها في كل مرة بمجرد أن ننتهي؛ لندرك ما قد حققناه، ونقارنه بتوقعاتنا، التي تكون في أغلب الأوقات متقاربة وإلى حد (ما).من القلب وإليهلا يعرف ما يجوب أعماق رأسك سواك، ولا يدرك حقيقة ما يتوجب عليك فعله سواك، ولن يُقدمه على خير وجه وكما تريد تماماً سواك أيضاً؛ لذا دَوِن ما تريد فعله من هذه اللحظة، وحدد الساعة التي شهدت ولادة هذه الخطوة، ثم باشر بالعمل، وحين يقترب المساء، وتشعر أنه وقت الحصاد، راجع ما قد دونته، وقارن ما كنت تريده بما حققته؛ كي تفتخر به وبأي شكل من الأشكال؛ حتى تُكرر الأمر ذاته يوم غد، فإن كان منك ذلك ولفترة من الزمن فستجد المتعة في كل خطوة تقوم بها إن شاء الله، وحتى يكون لك ذلك فليوفق الله الجميع.