16 سبتمبر 2025
تسجيل(كتاب جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم) هذا الكتاب جمع فيه ابن رجب خمسين حديثا، والسبب في ذلك أن ابن رجب لاحظ أمرين: • الأمر الأول: أن السنة النبوية فيها أحاديث تذكر جوامع الكلم فقد روي في الصحيحين عن أبي هريرة (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: «بعثت بجوامع الكلم».وخرَّج الإمام أحمد (رحمه الله ورضي عنه) من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص (رضي الله عنه) قال: خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوما كالمودع فقال: «أنا محمد النبي الأمي» قال ذلك ثلاث مرات «ولا نبي بعدي أوتيت فواتح الكلم وخواتمه وجوامعه».وخرَّج الدارقطني رحمه الله من حديث ابن عباس (رضي الله عنهما) عن النبي(صلى الله عليه وسلم): «ُعطيت جوامع الكلم واختصر لي الحديث اختصارا».قال الزهري رحمه الله: جوامع الكلم فيما بلغنا أن الله تعالى يجمع له الأمور الكثيرة التي كانت تكتب في الكتب قبله في الأمر الواحد والأمرين ونحو ذلك.قال ابن رجب: فجوامع الكلم التي خص بها النبي (صلى الله عليه وسلم) نوعان: - النوع الأول: مافي القرآن الكريم كقوله تعالى: ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي). الآية 90/ النحل قال الحسن: لم تترك هذه الآية خيرا إلا أمرت به ولا شرا إلا ونهت عنه. - النوع الثاني: ماهو في كلامه وهو منتشر موجود في السنن المأثورة عنه (صلى الله عليه وسلم).ذلك هو السبب الأول في توجه ابن رجب لتصنيف جامع العلوم والحكم.• الأمر الثاني: -أن لفيفا من العلماء (رضي الله عنهم) جمعوا جموعا من كلمات النبي (صلى الله عليه وسلم) الجامعة وجعلوها مصنفات، من ذلك: - الحافظ أبو بكر بن السني: صنف كتابا أسماه الإيجاز وجوامع الكلم من السنن المأثورة. - القضاعي أبو عبدالله القضاعي: جمع كتابا سماه الشهاب في الحكم والآداب.- الإمام الحافظ أبو عمرو بن الصلاح أملَى أحاديث جمع فيها الأحاديث الجوامع التي يقال أن مدار الدين عليها.-الفقيه الزاهد القدوة أبو زكريا يحيى النووي (رحمه الله تعالى ورضي عنه) أخذ هذه الأحاديث التي أملاها ابن الصلاح وزاد عليها وسمى كتابه بالأربعين واشتهرت هذه الأربعون ونفع الله تعالى ببركتها. قال ابن رجب: ثم تكرر سؤال جماعة من طلبة العلم والدين لتعليق شرح لهذه الأحاديث المشار إليها فاستخرتُ الله تعالى في جمع كتاب يتضمن شرح مايسره الله تعالى من معانيها، وتقييد مايفتح به سبحانه من تبيين قواعدها ومبانيها، فرأيت أن أضم إلى أحاديث الأربعين أحاديث على منوالها من جوامع الكلم وسميتُ الكتاب (جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم) .• والحقيقة أن الأربعين النووية للإمام النووي ليست أربعين , بل هي اثنان وأربعون , لكن العرب يحذفون الكسر في الأعداد , فيقولون « أربعون» وإن زاد واحدا أو اثنين , أو نقص واحدا أو اثنين , كما قال ذلك الشيخ ابن عثيمين في تعليقه وشرحه «الأربعون النووية للإمام النووي» .والأحاديث التي زادها ابن رجب ثمانية أحاديث فأكملت نصاب الخمسين وهي كالتالي: - حديث (ألحِقوا الفرائض بأهلها) .- حديث (الرضاعة تحرِّم ماتُحرم الولادة) .- حديث ( إن الله عز وجل ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام) .- حديث ( كل مسْكِر حرام) .- حديث ( ماملأ ابن آدم وعاءً شرا من بطنه) .- حديث ( أربع من كنَّ فيه كان منافقا) .- حديث (لو أنكم تتوكلون على الله حقَّ توكُّله) .- حديث (لايزال لسانُك رطبا من ذكر الله) .