11 سبتمبر 2025

تسجيل

فتنة حصار قطر من أكبر الكبائر (2-2)

22 مارس 2018

 أهل قطر أكثر إدراكا لما يراد بهم  القطريون رفضوا المساومة وأثبتوا للعالم أنهم كالبنيان المرصوص  الخائضون في الأعراض أهل فسق ولا اعتبار لهم في المجتمع المؤمن المرأة القطرية تاج على رؤوس النساء وقذف المحصنات بهتان عظيم فتنة الحصار وحدها مهلكة للبشر ومحبطة للعمل  وتبعتها فتنة قذف الأعراض وهي من أكبر الكبائر التي لا يغفرها الله عز وجل إلا بعد التوبة النصوح وإقامة حد الله تعالى على القاذفين للأعراض بالسب وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات . ورمي المحصنات المؤمنات الغافلات والتعريض بهن  بهتان عظيم وقد عبر القرآن عن القذف بالرمي لأنه إيذاء بالقول  والمحصنات هن العفيفات من النساء وقيل : إن المحصنات بلفظها يقصد بها الأنفس المحصنات تعم الرجال والنساء  واتفق العلماء على أن حكم القذف للرجال داخل في معنى الآية وقد أجمعت الأمة على ذلك  فتقدير الآية : إن الذين يرمون الأنفس المحصنات فدخل في هذا المذكر والمؤنث فهؤلاء القذفة " لعنوا في الدنيا والآخرة "  والمراد باللعن : الإبعاد وضرب الحد واستيحاش المؤمنين منهم وهجرهم لهم وزوالهم من رتبة العدالة والبعد عن الثناء الحسن على ألسنة المؤمنين وليس هذا فحسب بل تشهد ألسنة بعضهم على بعض بما كانوا يعملون من القذف والبهتان يوم القيامة وقيل : تشهد ألسنتهم ذلك اليوم بما تكلموا به  وتتكلم الجوارح بما عملوا في الدنيا ذلك اليوم ليوفيهم حسابهم وجزاءهم .  *- إن المجتمع القطري المؤمن المسلم طاهر نظيف عفيف من هذه الموبقات الخبيثة والمرأة القطرية المسلمة تاج على رؤوس النساء فكيف بسيدته سيدة هذا المجتمع وأم الجميع ، حرم صاحب السمو الأمير الوالد باني نهضتها العصرية وأم أميرها الحالي حفظهم الله أميرة النور والعطاء المتجدد تلك الأميرة الجميلة بأخلاقها و القديرة بأعمالها والعزيزة الجانب بحسبها ونسبها  بنت الرجال وأخت الرجال وأم الرجال . لقد ميّز الله عز وجل في المجتمع الإسلامي المؤمن الطيب في القول والفعل بالبراءة عن الخبيث فقال سبحانه : (الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم )  والمراد بالخبث خبث الصفات الإنسانية كالفواحش وبذيء القول والفعل وكذلك المراد بالطيب الصفات الإنسانية من الفضائل المعروفة في البشر الأسوياء . هؤلاء الذين يفترون على المؤمنات الغافلات ويرمون المحصنات كذبا عليهن لأنهن المؤمنات الخاشعات لعن الله عز وجل هؤلاء المفترين عليهم بما قدر لهم من الإثم وما شرع لهم من العذاب العظيم في الدنيا والآخرة واللعن في الدنيا بأن يوصموا بالفسق وسلب أهلية الشهادة فلا اعتبار لهم في المجتمع المؤمن  واستيحاش المؤمنين منهم والإبعاد عن رحمة الله عز وجل  ولهم العذاب العظيم يوم القيامة عذاب جهنم بعد شهادة ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم وهل هناك هول أعظم من شهادة أعضائه عليه والعياذ بالله ومعلوم من الدين بالضرورة أن شهادة الأعضاء على صاحبها من أحوال حساب الكفار  وتخصيص هذه الأعضاء بالذكر مع أن الشهادة تكون من جميع الجسد كما قال تعالى ( وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا ) لأن لهذه الأعضاء عملا في رمي المحصنات فهم ينطقون بالقذف ويشيرون بالأيدي إلى المقذوفات ويسعون بأرجلهم إلى مجالس الناس لإبلاغ القذف (يومئذ يوفيهم الله دينهم( أي أن أثر تلك الشهادة أن يجازيهم الله سبحانه  على ما شهدت به أعضاؤهم عليهم فدينهم جزاؤهم " ويعلمون أن الله هو الحق المبين " , وقد وصف القرآن الكريم هذا البهتان بأنه عظيم لأنه مشتمل على منكرات كثيرة منها : الكذب وكون الكذب يطعن في سلامة العرض وكونه يسبب إحنا عظيمة ( أي بغضاء ) بين المفترين والمفترى عليهم بدون عذر  وكون المفترى عليهم من خيرة الناس وانتمائهم إلى أخير الناس من أزواج وآباء وقرابات في المجتمع المؤمن فما بالك في المجتمع القطري المؤمن المحافظ وما بالك بسيدة هذا المجتمع ابنة الأخيار وأخت الرجال وأم الجميع الأثيرة عند زوجها وأولادها ومجتمعها ولها بصماتها الجليلة في العالم أجمع فلن تخلو من حسد وغيرة وحقد الآخرين أعاذنا الله من شرهم.     ثالثا - فتنة اللسان : والكلمة الخبيثة أشد وقعا على النفس من حد الحسام المهند وهل يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم كما قال نبينا الكريم ( صلى الله عليه وسلم )  وقد ورد في الأثر عن عبدالله بن عمرو ( رضي الله عنهما ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " تكون الفتنة تستنظف العرب قتلاها في النار  اللسان فيها أشد من السيف " والمعنى : أي تستوعبهم هلاكا  وقيل : تطهرهم من الأرذال وأهل الفتن " قتلاها في النار " أي من قتل في تلك الفتنة وإنما هم من أهل النار لأنهم ما قصدوا بتلك المقاتلة والخروج إليها إعلاء كلمة الدين أو دفع ظالم أو إعانة محق  وإنما قصدهم التباغي والتشاجر طمعا في المال والملك والعدوان  " اللسان فيها " أي وقعه وطعنه ويدل عليه رواية  أخرى بلفظ " إشراف اللسان " أي إطلاقه وإطالته بدون وجه حق " أشد من السيف " أي وقع السيف لأن السيف إذا ضرب به أثر في واحد واللسان تضرب به في تلك الحالة ألف نسمة . سبحان الله !! وكأنه يتكلم عن زماننا وما صل إليه من تقدم في التواصل الاجتماعي وما يجري فيه من السباب والشتائم وقذف الأعراض باللسان والاعتداء على حرمات البيوت والأوطان ما يهول ويفجع وتشيب لهوله الولدان فيا الله سلم سلم مما نقرأ ونسمع فيما تتقاذفه الألسنة بين الناس وقد حذر الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) من آفة اللسان       * وفي حديث  عبدالله بن عمرو بن العاص ( رضي الله عنهما ) قال : كنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في سفر  فنزلنا منزلا . . . حتى قال : " إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم  وينذرهم شر ما يعلمه لهم  وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها  وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها وتجيء فتنة يرقق بعضها بعضا  وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي ثم تنكشف وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة  فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر  وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع  فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر " رواه مسلم . وقد تعرض القطريون ومن ساكنهم في ديارهم لهذه الفتن من جيرانهم الطامعين في خيرات بلادهم والحاسدين لفضل الله عليهم وما تخفي صدورهم أكبر ولكن الله سلم  وكانوا أكثر وعيا وإدراكا لما يراد بهم وبوطنهم وأميرهم  فالتفوا حول قيادتهم وتمسكوا بأميرهم الذي قل أن تجد أميرا مثله بين الأمم في هذا الزمن البئيس الذي تكالبت علينا الأمم  ورفضوا كل من يساوم على بلادهم أو ينازع أميرهم في إمرته وسلطانه فأثبتوا للعالم أجمع أنهم كالبنيان المرصوص  حول أميرهم وقيادتهم على كتاب الله وسنة رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) وأنهم لا يرضون بغيره بديلا فهنيئا لأميرهم بهم وهنيئا لهم بأميرهم الشاب الذي يثبت يوما بعد يوم أنه بفضل الله تعالى وفضل والديه الكرام أنه رجل المهمات وهنيئا لقطر بهم جميعا والحمد لله رب العالمين . ونختم بالحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة ( رضي الله عنه ) عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال : " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : إمام عادل  وشاب نشأ في عبادة الله تعالى ورجل قلبه معلق بالمساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه . . . الخ الحديث، متفق عليه  وعن عبد الله بن عمرو بن العاص ( رضي الله عنهما ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " إن المقسطين عند الله على منابر من نور  الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا " رواه مسلم .. (اللهم إنا نعوذ بك من مضلات الفتن) ( اللهم قنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ) وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .