14 سبتمبر 2025

تسجيل

فتنة حصار قطر من أكبر الكبائر (1-2)

21 مارس 2018

تداعيات خطيرة للحصار على البيت الخليجي الحصار وَأَدَ مشاعر التعاطف والتواد بين شعوب المنطقة الشرع نهى عن تجويع الطير فكيف بتجويع شعب كامل بينه وبينهم وشائج وروابط الاعتداء على الأخ والجار وحصاره جواً وبراً وبحراً من أعظم الفتن كثيراً ما حلمنا أن يكون مجلس التعاون الخليجي نواة للوحدة العربية والإسلامية الحمد لله رب العالمين على نعمة الأمن والأمان والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم المبعوث رحمة للأنام , وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبعهم بإحسان حتى بلوغ التمام     .  .  .    وبعد   أولا : الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها :  فقد ورد في الترمذي أنه (عليه الصلاة والسلام) قال: (لكل أمة فتنة وإن فتنة أمتي المال) *وفي المسند عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "ما أخشى عليكم الفقر، ولكني أخشى عليكم التكاثر، والمال خير، ولكن ليس على إطلاقه، بل منه خير ومنه شر، وما نراه من البعض من العبث بهذا الخير واستخدامه في غير حقه لنشر الضرر بالبشر والإفساد في الأرض وقتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق وغيره من الإفساد في الأرض وإهلاك الحرث والنسل لَهُوَ المصيبةُ العُظمى والفتنة الكبرى. نازلة عظيمة *ولا شك أن حصار دولة قطر نازلة عظيمة وفتنة كبيرة، هدفه العمل على تجويع شعبها ومنع الغذاء والدواء عنهم ولم يقف عند هذا الحد، بل وأد كل مشاعر التعاطف والتواد بين شعوب المنطقة التي هى في الحقيقة شعب واحد بينهم من وشائج النسب والرحم والقرابة والدين واللغة والتاريخ، يندر وجودها بين الإخوة والأهل والجيران والأحباب، إلا بوقيعة من حاسد أومبغض ودسيسة من عدو أو ماكر أو حاقد، وما أدى إليه هذا الحصار من تداعيات خطيرة على اللحمة الخليجية والبيت الخليجي، الذي هو ركيزة من ركائز الأمة العربية والإسلامية. *ولا خلاف بين المسلمين أنه لا يجوز تجويع مسلم أو أي إنسان حتى لو كان كافرا أو حتى حيوان، وتجويع البشر أو تهديده في حياته يعد من أعظم الجرائم والكبائر وأقبحها وأشنعها، قال تعالى: "من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا .." المائدة آية (32)، فكيف بمن يعتدي على جاره ويمنع عنه الغذاء والدواء، ولو استطاع أن يمنع عنه الهواء لفعل، ولكن الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. حماية الأرواح *وقد عظمت الشريعة الإسلامية الأنفس والأرواح، فلا تُهدَر ولا يُعتدِى عليها بدون وجه حق واعتبرته كبيرة من الكبائر، شرعت من أجل حمايتها القصاص، وجرمته القوانين الدولية، ويجب الحفاظ عليها وصيانتها إلا ما استثناه الشرع الصحيح كما ورد في القرآن الكريم في آيات القصاص والسنة المطهرة كقوله (صلى الله عليه وسلم): "لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه" وقوله (صلى الله عليه وسلم): "لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة"، وما سوى هذا الاستثناء فلا يجوز هدر نفس أو الإضرار بها بأي صورة من الصور، وقد نهى الشرع عن تجويع الطير فكيف بتجويع شعب كامل بينه وبينهم من الوشائج والروابط ما لم توجد في الشعوب الأخرى، وقد ورد عن عبدالله بن عمرو (رضي الله عنهما) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم"، وعنه قال: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) يطوف بالكعبة ويقول: "ما أطيبك وما أطيب ريحك، ما أعظمك وما أعظم حرمتك، والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن عند الله أعظم من حرمتك، ماله ودمه". اختبار عصيب  * إن هذه الفتنة العظيمة وهذا الاختبار العصيب لَهُوَ من أسباب التمييز والتمحيص بين الحق والباطل وبين الصادق والكاذب وصدق الله العظيم في قوله: "ألم، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون، ولقد فتنا الذين من قبلهم، فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين" العنكبوت آية ( 221)، ولكن ما المقصود بها؟ الفتنة لغة: الابتلاء والامتحان والاختبار، وتهدف إلى مزج أحوال الناس واضطراب نظامهم من جراء أضرار ومصائب متوالية، وهي قد تكون عقابا من الله عز وجل للناس جزاء سوء أفعالهم، أو تمحيصا لصادق إيمانهم لتعلو بذلك درجاتهم، وقد وردت في القرآن في ستين موضعا بمعاني عديدة نقتصر منها على جانب الابتلاء والاختبار، وكذلك وردت في السنة المطهرة بما يوافق معانيها في القرآن الكريم فسمى النبي (صلى الله عليه وسلم) الدجال فتنة واستعاذ من فتنة القبر ومن شر فتنة الغنى ومن فتنة القبر وعلمنا الاستعاذة يوميا منها ومن جميع الفتن ما ظهر منها وما بطن، وقد جمع النبي (صلى الله عليه وسلم) في حديث واحد أنواعا من الفتن، عن عائشة (رضى الله عنها) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم، والمأثم والمغرم، ومن فتنة القبر وعذاب القبر، ومن فتنة النار وعذاب النار، ومن شر فتنة الغنى، ومن فتنة الفقر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال" وسمى النبي (صلى الله عليه وسلم) الشيطان – الفتّان – لما يحاوله من إضلال الناس والإيقاع بينهم وصرفهم عن طاعة الله سبحانه وتزيينه المنكر فقال: "المسلم أخو المسلم يسعهما الماء والشجر ويتعاونان على الفتان"، ومعناه الشيطان الذي يفتن الناس عن دينهم ويضلهم، فهل وعى أهل الخليج قول الصادق المصدوق (عليه الصلاة والسلام)، وهل هناك أعظم فتنة من الاعتداء على الأخ والجار والصديق، وحصاره جوا وبرا وبحرا، والعمل على تجويعه وسلب ماله وكيانه وحريته، ومنعه من العبادة في بيت الله الحرام وشد الرحال إلى مسجد نبيه (صلى الله عليه وسلم) ومحاولة إشاعة الفوضى وقطيعة الرحم والخروج على ولي الأمر المُجمَع على ولايته من شعبه الذي يحب شعبه ويبادلونه حبا بحب بالقوة وغيره كثير، أليس هذا من عمل الشياطين الفتانين؟! والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها في مجتمعنا الخليجي الهادئ الآمن بأمان الله سبحانه والعزيز بعز الله تحت مظلة الكتاب الكريم والسنة النبوية الشريفة. ثانيا – أكبر الكبائر وفتنة قذف المحصنات الغافلات المؤمنات: -                 *-  منذ عهد النبي (صلى الله عليه وسلم)، فإن بيوت جزيرة العرب من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها لا تخلو من لُحمة النسب ووشائج القربى والمصاهرة واللغة والدين والتاريخ والأخلاق الحميدة، كأشد ما تكون الروابط في أي تجمع إنساني، حتى تبلور في العصر الحديث برابطة مجلس التعاون الخليجى، الذي كثيرا ما حلمنا أن يكون نواة للوحدة العربية والوحدة الإسلامية، بحيث تعود أمة إسلامية قوية كما كنا نستطيع الصمود في وجه من يريد أن يقتلعنا من جذورنا، ولكن للأسف تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، وكسرت مجاديف تلك الوحدة والنجاة بأيدي بعض من أبنائها الحمقى، حتى قبل أن تيمم نحو بحارها . . فكانت فتنة الحصار، وهذه وحدها مهلكة للبشر ومحبطة للعمل حتى تبعتها فتنة قذف الأعراض، وهي من أكبر الكبائر التي لا يغفرها الله عز وجل إلا بعد التوبة النصوحة وإقامة حد الله تعالى على القاذفين للأعراض بالسب وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات . . يقول الله تعالى: "والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون، إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم" النور (4-5) وقوله سبحانه في نفس السورة  " إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم، يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون، يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين"  الآيات (23 - 25). "يتبع"