14 سبتمبر 2025

تسجيل

هل القرارات المصيرية لك وحدك؟

30 يونيو 2013

الحياة رقعة مشتركة، تمتد منك إلى غيرك، ولا يمكنك التمتع بها هذه الرقعة وحدك؛ لأنها وكما ذكرت مشتركة، تُدرَك قيمتها حين تكون، وذلك حين تكون الأمور سالكة منبسطة لا تعرف من العُقد أي شيء يمكن أن يجعلها غير مريحة، والحقيقة أنه وفي المقابل نجد أن غياب تلك العُقد لا يُضفي على الحياة جودة نطمح إليها، فنحن بحاجة إليها ولكن شريطة أن نكون على درجة عالية من الوعي والإدراك لحقيقة أنه يتوجب علينا البحث عن الحلول المناسبة التي يمكننا بها حل تلك العُقد، والعودة بالحياة إلى بر الأمان، حيث ان الحاجة إلى وجود تلك العُقد تفرضها الحاجة إلى التمتع بالعديد من الخبرات الحياتية، التي تجعلنا أكثر نضجاً وقدرة على امتصاص الأحداث بشكل يُخرج سموم الشر، ويحتفظ بلقاح الخير، وهو ما يعني أن وجودنا في الحياة سيخلق بيننا رباطاً وثيقاً يجدر بنا الحرص والمحافظة عليه بكل ما نملك من قوة، تبيح لنا امتداد رقعة الحياة أكثر وأكثر وبشكل يتمتع براحة أكبر. إن تقاسم الحياة يضعنا بمواقف صعبة أحياناً وذلك حين يتعلق الأمر بالقرارات المصيرية، التي تؤثر وبشكل جلي على المستقبل، فندخل بسببه في صراع لا حد له، ويجبرنا على مصارعة الحقيقة، والتفكير بكل ما يمكنه مساعدتنا على اتخاذ القرارات وحدنا، رغم أنها وفي بعض الأحيان تحتاج إلى آراء ناضجة تنبع عن التشاور السليم، الذي يجعلنا ندرك ما نريده تماماً ونسير نحوه في الوقت المناسب، والحق أنه ما يطمح إليه كل من يتمتع بدرجة عالية من الوعي، تجعله يدرك كيفية الخروج بأكبر قدر من الفائدة فهو المراد دون شك. إن موضوع التفكير بالقرارات المصيرية؛ لمعرفة ما إذا كانت تعتمد على طرف دونه الآخر يبلغ من الأهمية ما يجعلنا نطرحه مرات ومرات؛ لأنه يتحكم بشريحة كبيرة من الناس، ويؤثر عليها كثيراً؛ ولأنه يفعل فلقد رغبت الزاوية الثالثة في طرحه هذا الموضوع على أمل أن تقدم لكم ما يراه بعضكم وفيه الكثير من الصواب، الذي نحتاج إلى التعرف عليه؛ للتعرف وفي المقابل على ما يجدر بأن يكون وما يجدر بنا التخلي عنه، وعليه فهو موضوعنا لهذا اليوم، فإليكم ما هو لكم أصلاً. ◄ من همسات الزاوية الثالثة (نعم) الحياة شركة تشترك بها مع غيرك ممن يهمك أمره والعكس، ولكن ذلك لا يعني أنك لا تملك منها حقك الذي يُبيح لك بفسحة خاصة بك وحدك، لها من القرارات ما يمكن أن يجعل حياتك بكل ما فيها مختلفة تماماً عما كانت عليه في السابق، وهو ما يعني أنك بأمس الحاجة إلى التمييز بين دورك بتلك الشركة، ودورك الذي تحتاج إلى التمسك به حين يكون الأمر عنك ولك وحدك، فبرغم أن للحياة لحظاتها التي تتقاسمها مع المقربين منك، إلا أنها وفي المقابل تملك لك بعض اللحظات التي تحتاج فيها لأن تحتج على تلك الشراكة، وتفكر فيها بنفسك ولنفسك، فالقرار الذي ستخرج به قبل كل شيء سيؤثر على نموك أنت، وتطورك وحدك وإن كان ذاك التطور قاعدة أساسية ستقوم عليها مصالح الغير، إلا أن ذلك لا يعني بأن تتقاسم أهم قرارات حياتك، التي ستجعل من حياتك كل ما تطمح إليه مع الآخرين، الذين سيهمهم أن يتقاسموا ما سينتج عن قرارك الذي اتخذته وحدك من قبل. زبدة القول: حين تدرك أن ما تفعله هو الصواب مستنداً بذلك إلى ضميرك الواعي، فلا تخف ولا تتردد، ولكن ومتى غابت عنك الحكمة فلا ضير من أن تنشد عنها عند من يملكها لك، فالمهم هو أن تجدها؛ كي تمضي نحو حياة سعيدة.