11 سبتمبر 2025

تسجيل

ما الذي خرجنا به هذا العام؟

30 يونيو 2012

لكل بداية نهاية، ولبداية العام الدراسي نهاية مشتركة تحتفل بها الأطراف المعنية من العمل في هذا الحقل المليء بالكثير من الأحداث، التي ترافقهم طوال العام، والمعروف أن العمل في هذا الحقل يختلف عن العمل في أي حقل آخر لأنه من الأعمال التي تُلزم الجميع بالعمل ضمن بيئة تحافظ على قوامها كما هو، فطاقم العمل الإداري والأكاديمي هو ذاته، لا يخضع لجديد يغير نظام سيره إلا لأسباب لا تتكرر بسهولة، الأمر الذي يجعل الأوضاع هي ذاتها، والعمل بكل ما يتطلبه هو ذاته، فينتهي أمر المعلم وقد خضع لمجموعة من الخيارات، تبدأ بخيار التأقلم مع متطلبات العمل، أو مقاومتها وبكل عقل، أو التخبط والقيام بأمور سخيفة تسحق كل الإنجازات، أو التنحي جانباً وعدم القيام بأي شيء سوى انتظار حلول نهاية العام الدراسي وبشكل فعلي يُبعده عن تلك البيئة التي سبق أن أثرت فيه طوال العام الدراسي، والحقيقة أن كل تلك الخيارات التي سيتخذ منها من سيتخذ سبيلاً، ستكون قاربه الذي سيخرج به؛ ليصل إليها (مآربه)، تلك التي ستؤثر عليه في نهاية المطاف، وسيحملها معه أينما ذهب؛ لتؤثر عليه وعلى حياته. إن كل الأطراف المعنية بهذا الحقل تواجه الكثير من المتاعب، فهي مكتوبة عليهم، ولكن للمعلم نصيب الأسد منها، بحكم أنه يتواصل مع الإدراة فيما يتعلق بالمدخلات التي يتوجب عليه إدخالها؛ للخروج بالنتائج التي يطمح إليها الجميع، وأنه من يتوجب عليه التواصل مع الطالب فيما يتعلق بالمدخلات والمخرجات أيضاً، التي تُكتسب في نهاية العام الدراسي، وبين تحقيق المهمة الأولى والأخيرة يعيش المعلم حالة رمادية اللون، لا تُدرك بسهولة؛ لأنه يعطي الجميع كل الوقت ويحترق من أجلهم، ويعاني من ذاك المدعو (الاحتراق النفسي)، الذي يؤثر سلباً على حياته ووضعه الاجتماعي فيها، فلا يجد نفسه إلا ذاك المعلم داخل وخارج صرح التعليم، مما يجبره على الجلوس وحيداً، أو مع من يشاركه ويقاسمه مهام عمله. المعلم هو أهم أطراف العملية التعليمية، ولا يمكن تحديد (كم) ما يقدمه أبداً؛ لأنه يبذل وبقصارى جهده كل ما يستطيع بذله من أجل الطالب، ومن أجل الإدارة، ومن أجل المدرسة، ومن أجل ذاته قبل كل شيء، ولا يقف الأمر عند العملية التعليمية فحسب، إذ أن الأمر يتطلب منه التلاحم مع جميع الأطراف؛ للخروج بكل ما سيعود بنفعه عليهم جميعاً، ولكن تتطلب منه تلك المهمة الأخيرة مخالطة غيره ممن يقوم بنفس المهمة، وهو ما يجعله وسط بيئة تتطلب منه التلاحم والمخالطة، وتفرض عليه التنافس الشريف، الذي يطالب به غيره ولكن بعد أن يتخلص من (الشريف)؛ لتظل المنافسة قائمة دونه، وبكل ما يُقبل ولا يُقبل، حتى وإن تسبب له ذلك بكثير من الأذى النفسي، الذي سيحمل أثره وضرره معه حتى في تلك المساحة الزمنية الصغيرة والقصيرة التي يحتاجها؛ كي يجد فيها ذاته، ويعيش معها وما تبقى منه بكل صفاء، وهو الأثر الذي لا يدركه جيداً إلا من مر به، أو من مر بمن مر به فعلاً. إن الحديث عن الحصيلة التي يخرج بها المعلم أكثر من غيره في نهاية العام الدراسي تؤثر عليه، ولربما تمتد إلى العام الذي سيعقبه، وهو ما سيؤثر وبلاشك على الإنتاج، ورغبة العطاء، التي قد تذبل؛ لذا وجب التطرق بالحديث عن هذا الموضوع، ولكن ضمن مساحة ستتجاوز هذه المساحة، فالرسائل التي وصلتنا فيما يتعلق بهذا الموضوع كثيرة جداً، وتفوق المتاح، وعليه فهي دعوتنا الصادقة بالتحدث عن نفس الموضوع في المرة القادمة؛ للسماح لأكبر قدر منكم بالمشاركة فيها إن شاء الله.