12 سبتمبر 2025
تسجيلما أكثر ثروات العالم العربي التي تستطيع أن تؤمن لشعوبه مستوى مثالياً من الأمن الغذائي، ليس ذلك فحسب بل في كثير من المجالات، إلا أن أنظمته السياسية وبعض شعوبه أو أغلبها كبلته بأغلال سوء التدبير والتصرف وسوء إدارة الثروات والزج بها في أمور عبثية وسلبية تغيب العقل والفكر ولا تحاكي المستقبل بأي حال من الأحوال، حتى أصبح عالماً عقيماً لا يجنب شيئاً برغم أنه يستطيع بمقوماته المختلفة وإمكانياته الهائلة لاسيما الاقتصادية منها ووجود مساحات شاسعة من الأراضي القابلة للزراعة وتوافر المياه والأجواء المعتدلة ورخص الأيدي العاملة الماهرة فيه أن يؤمن للشعوب العربية مختلف المحاصيل الزراعية والحبوب ومختلف الغِلال بل لربما يكون هناك فائض فيها يصدر للخارج. فلقد أهملت الدول العربية إهمالاً شديداً أمنها الغذائي الذي هو شديد الأهمية للشعوب العربية التي تعتمد عليه في معيشتها في الكثير من المنتجات التي تستوردها من الخارج، والذي يمكن زراعتها في الكثير من الدول العربية ولاسيما الحبوب، وألا تنتظر الأزمات قبل أن نفيق على وضع مزرٍ ونحن نعلم بأن ليس هناك شيء مضمون أو دائم، وإلى متى سوف نظل نعتمد في أهم أشيائنا على الآخرين، وخاصة في ظل ما يمر به العالم من أزمات متراكمة ومتعاقبة وكثيرة ونزاعات وحروب لا يعلم أحد بنهايتها، والتي قد تتطور لحرب عالمية، فللأسف الشديد الساسة ومن بيدهم القرار ليس لديهم وقت للأمور المصيرية ووقتهم مُسخر للخصومات والمناكفات السياسية، وهم قد برعوا في ذلك وفي أمور كثيرة أخرى لا داعي لذكرها. كذلك الشعوب العربية تتحمل جزءاً من المشكلة بسلبيتها فلا تبادر هي الأخرى بأفكار أو مبادرات شخصية أو جماعية تصب في مصلحة الأمن الغذائي العربي لكن أصبح الشيء الأهم في العالم العربي هو النزاع للسيطرة على ثروات البلاد والعباد والكل يريد أن يستفرد بها له وللمحسوبين عليه تحت شعار مصلحة الشعوب ذاك الشعار الزائف.