26 أكتوبر 2025

تسجيل

تذكر بأن البداية تكون من الداخل

30 مايو 2015

أحياناً تتلاشى الصورة من أمامنا ونشعر بتقلص ما فيها، فيمتد إلينا القلق حتى نجده بعد فترة من الزمان وقد سيطر علينا؛ لتفقد الحياة من بعد ذلك توازنها، ونضطرب معها فيتوقف كل شيء، حتى نُقدم على خطوة تُعيد الأمور إلى صوابها، وعادة ما تكون تلك الخطوة المرجوة هي معرفة ما يجري في الداخل، ويُسبب كل ذاك الأذى للمحيط الخارجي الذي يجمعنا بآخرين لهم حقوقهم، التي يحتاجون إليها، ولكنها تتأخر عليهم؛ نتيجة للتأخر الذي يُحدثه الاضطراب الداخلي، الذي يتكون لعدة أسباب، لعل أهمها: تراكم الهموم الصغيرة، التي نتركها دون أن نلتفت إليها، فتكبر مع الوقت، وتأخذ حيزاً لا يُستهان به من تفكيرنا، سندركه حين يمتد إلى محيطنا الخارجي، ويبدأ بالتأثير سلباً على أعمالنا ومهامنا لدرجة سترجعنا إلى الوراء بدلاً من أن نتقدم إلى الأمام، والحق أن بلوغ تلك المرحلة ليس بالأمر الغريب؛ لأنه حقيقي وواقعي، ولكن الغريب فعلاً أن نجد من يقبل به، بل ويُرحب به وبشدة؛ كي يعلن موافقته على دور الضحية، التي تعاني من الكثيرين دون أن تجد من يقف إلى جانبها، وذلك في سبيل إيجاد المبرر الذي يُبرر لها تقاعسها وتأخرها عن القيام بما عليها، وهو ما سيسهم بإحداث الكثير من البلبلة التي ستتأثر بها الحياة دون شك، والحق أن تلك النتيجة الحتمية التي سنصل إليها بفضل تلك الضحية المُدعية (مؤلمة)، وتحتاج إلى ما يردعها ويوقفها عند حدها؛ لذا فإن التطرق إلى هذا الموضوع؛ للاعتراف بوجوده يُعد حلاً أولياً لابد من أن يكون من خلال زاويتنا الثالثة.أحبتي: لا عيب في التعرض لكل ما سبق، ولكن العيب كل العيب في تقبله كواقع نعيش فيه ومن أجله، دون أن نلتفت إلى كل النعم التي قدرها الله لنا، ونستطيع بها فعل الكثير؛ كي نتمتع بأيامنا بشكل نشعر معه بكثير من التميز والتألق. (نعم) قد يؤلمنا التعرض لموجة من القلق؛ بسبب صراعات داخلية، تكونت بفضل الهموم الصغيرة، ولكن (لا) هي لا تستحق منا النزول عند رغبتها التي تُنادي بنبذ الحياة، وعدم التفكير بها كما يجب، وبلوغ مرحلة التلاحم، التي تجعلنا كقطعة واحدة لا يمكن فصلها، فنذبل معها، دون أن نتمكن من إنجاز ما يمكننا تقديمه للآخرين، وهي النهاية التي لا يطيقها العقل ولا يقبل بها بتاتاً، فهل يُعقل بعد كل ذلك أن نسعى إليها من الأصل؟ إن إجابة ذاك السؤال تعتمد على رغبات كل واحد منا، ويعني وبكلمات أخرى أننا من يملك حق اتخاذ القرار المناسب، ولكن من قبل أن نفعل يجدر بنا تذكر الآتي: أن نعيش.. يعني أن نعيش لنا وللآخرين أيضاً؛ وكي نفعل ذلك فإننا بأمس الحاجة إلى معالجة ما يدور في الأعماق بطريقة جيدة، لن يتمكن من ابتكارها كما يجب سوانا، وعليه فلندرك ما سنخرج به من ردودكم، ولنضيف إليه تلك الابتكارات التي سنتميز بها؛ كي نصنع جديداً سيُمكننا من معالجة ما يدور في الداخل على خير وجه، فنخرج بالأفضل لمحيطنا الذي يحتاج إلى الجديد دوماً.من همسات الزاويةما يحدث في الخارج يتأثر عادة بما يحدث في الداخل؛ وكي تضمن السلامة بين ذاك الأول وهذا الأخير، فلابد لك من أن تُنهي مهامك العالقة في الداخل؛ كي تتمكن من الخروج وحل الأمور العالقة في مكان آخر، ويمكن أن تتسبب لك بالكثير من المشاكل ما لم تتفقدها، وتنظر في أمرها، وتدرك ما يجدر بك فعله معها، وهو ما لا يعتمد على أي أحد سواك، فوحدك من يدرك حقيقة الأحداث، التي تأخذ من حياتك حيزاً يعتمد حجمه عليك؛ مما يعني أن القرار لك وحدك، خاصة أن الأمر يتعلق بسلامتك فهي المعنية من كل هذا، وعليه فلتتذكر: أن سلوك دروب الحياة وبشكل يسير، يحتاج إلى إنهاء الأمور العالقة، التي تبدأ من الأعماق أولاً ثم تمتد إلى الخارج، فإن تمكنت من فعل ذلك فستسلك الدروب دون أن تجد ما يعيق، وحتى تفعل فليوفقك الله.