13 سبتمبر 2025
تسجيلفي المواقف الصعبة تنكشف الكثير من الملامح الغائبة، ولعل الحادث الرهيب الذي أفجع قطر الآمنة لهو مثال حي على هذه الملامح، فالمصائب دائماً تكشف قوة الإيمان وقدرة الإنسان على التعامل معها، لكن وبكل الأسف لم أعش في حياتي شائعات بقدر ما عشت يوم الفاجعة، كم كبير من الشائعات التي لا حصر لها، التي يتسلى بها مؤلفوها ومروجوها لدرجة البراعة والابتكار بوضع الأدلة المسروقة والوهمية من مواقع وأحداث أخرى كروابط الصور لحوادث من بلدان العالم، مستمتعين بالإثارة، وطبعاً الأغلبية منا يسارعون في نشرها وتداولها جهلاً وتعمداً، لنثبت للعالم أننا ضحلو الثقافة قليلو الوعي، برغم كل ما نمتلكه من مقومات تجعلنا في مقدمة العالم. هل تعجبكم الإثارة لدرجة أن تحرقوا قطر كلها بتفاهاتكم وتعكروا صفوها ونقاءها بثرثرتكم البالية، أم أن هناك مآرب أخرى لا يعلمها إلا الله، كل من له دين مع جهة معينة أو شخص معين صب جام سخطه عليهم وألف الشائعات التي تثير الرأي العام والأسوأ من هذا إثارة العنصرية السخيفة التي لا مبرر لها! وكأننا في بلد ليس قطر! ما أعتبره عزاء في هذا المصاب هو ما قدمته الداخلية ومستشفى حمد من جهود كبرى يستحيل أن يقللها أي مخلوق، فلو كان العكس لكانت الكارثة أكبر، أناس يعملون ويضحون بحياتهم وأناس يستمتعون بنشر الشائعات، هذا هو الفرق بين من يتحدث وهو في مكان آمن و(متكي) وبين من يعمل بين اللهيب والدخان والخطر. جميعنا معرضون للخطر في أي لحظة وفي أي مكان، سواء أكان في مجمع أم في بيوتنا أو أي مكان، كل ما علينا أن نكون أكثر حرصاً وأن نتعلم كيف يمكن لنا أن نتعامل مع مثل هذه الأمور من جميع النواحي، ومن هنا أدعو كل المؤسسات والقطاعات الوطنية أن تكرس في دوراتها دورات خاصة بالسلامة. كما أتمنى ألا يُعطى أياً من كان تصريحاً لبناء طابق واحد دون استيفائه الشروط السليمة للسلامة، ولنتوقف عن المجاملات في مثل هذه الأمور المهمة. قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح.. أدعو من الله ألا يفجعنا في أهلنا وأوطاننا، وأن يحفظ الله قطر سالمة دائماً من أجل الأوفياء فقط.