22 سبتمبر 2025
تسجيلفشلت حتى الآن العملية العسكرية التي شنها اللواء المتقاعد خليفة حفتر في تحقيق أهدافها بالسيطرة على العاصمة الليبية طرابلس على الرغم من الترسانة الحديثة التي يمتلكها والدعم السعودي الإماراتي المصري المقدم له. لقد أثقل النفاق السياسي واستمرار ازدواجية المعايير كاهل الوطن العربي، ويشكل بيئة خصبة لنمو الإرهاب، فبينما تدعي بعض الدول مكافحته، تستخدم أدواتها لإرهاب الشعوب، كما صرح بذلك سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، حيث أكد سعادته إدانة دولة قطر للقصف العشوائي للأحياء السكنية في طرابلس، واستهداف المدنيين بغرض خلق الفوضى وضرب مؤسسات الدولة الليبية والأهداف الحيوية. إن هجوم حفتر على حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً ليس أقل من محاولة انقلاب وتهديد مباشر لعملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة، لأنه يدخل البلاد في نطاق الحرب الأهلية، ويزيد من عدم الاستقرار الإقليمي، خاصة في ضوء التطورات المحيطة بالتغيير السياسي في الجزائر والسودان. ومما يزيد من خطورة اعتداء حفتر الدعم المقدم له بلا خجل من مصر والسعودية والإمارات، الذين لم يسرهم -على ما يبدو- انتقال ليبيا من مرحلة القذافي الاستبدادية إلى مرحلة الحرية والاستقرار، وإعادة بناء مؤسساتها وإطلاق عملية تنمية تحقق حاجيات المواطنين، فحاولوا بقضهم وقضيضهم تحويل ليبيا إلى ساحة حرب أهلية وعنف، خدمة للمشاريع الاستعمارية والأجندات التخريبية.