21 سبتمبر 2025

تسجيل

قنبلة أمريكية بوجه دول الحصار

30 أبريل 2018

جاء تحذير الإدارة الامريكية امس لدول الحصار من الرياض بضرورة الاسراع فورا في وقف الحصار المفروض على قطر، ليعكس عدة أمور في ظل التداعيات الاقليمية الخطيرة التي تشهدها المنطقة، أولها أنه ثمة غضب واضح راح يتمدد بقوة في البيت الابيض والكونجرس، من مراوغات دول الحصار التي فشلت حتى الآن، ورغم مرور نحو عام على جريمة الحصار، على تقديم أدلة اتهاماتهم التي تأسست عليها أركان الجريمة. أما الثاني فإن الرسالة التحذيرية تعكس توجهات إدارة ترامب وسياساتها في الخليج والشرق الاوسط، وتمسكها بضرورة حل الأزمة فورا؛ وذلك في اطار إعادة النظر في السياسات الامريكية في ملفات المنطقة، ومنها حرب اليمن التي تعتبرها واشنطن عبئا عليها، ويعزز من ذلك الشعور أن كثيرين من اعضاء الكونجرس غاضبون من سلوك السعودية، ويطالبون في السر والعلن بوقف تسليح السعودية لوقف جرائمها في اليمن، يضاف إلى ذلك رغبة واشنطن في تشكيل جبهة عربية موحدة لإحلال السلام في المنطقة لحماية مصالحها الاستراتيجية. فضلا عن تأكيد البيت الابيض لدول الحصار على ثبات الموقف الامريكي من الأزمة وأنه لن يتغير بتغير بعض اللاعبين في الإدارة الامريكية. لا شك أن هذا التحذير يأتي بمثابة قنبلة ألقاها وزير الخارجية الامريكي في وجوه المسؤولين السعوديين، وبقية دول الحصار وهو يردد لهم أن صبر واشنطن بدأ ينفد وعليكم تحمل تبعات استمرار الحصار الذي كانت تعتبره واشنطن مجرد سحابة صيف وتنقشع، ولكنها طالت بفعل مراوغات وأكاذيب دول الحصار. واللافت أن تلك الرسالة التحذيرية الامريكية التي تصل إلى حد الأمر، تمثل أيضا ثاني صفعة امريكية للرياض ودول الحصار في يومين كونها تأتي بعد ساعات من تلك التي وجهتها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى الخارجية السعودية وخاصة رأسها عادل الجبير الذي فضحه جهله بقواعد واخلاقيات الدبلوماسية واساءته لمبادئ العلاقات الدولية؛ عندما قالت الجمعة: إن تصريحات الرئيس ترامب، عن أن بعض الدول العربية لن تستمر أسبوعاً واحداً لولا الوجود الأمريكي، قصد بها السعودية والإمارات، وليس قطر كما زعم وحاول التفسير والترويج الجبير..ويبقى السؤال: هل يستوعب المحاصرون مضمون الرسالة الأمريكية؟