انتهاك القانون الإنساني

نعى الهلال الأحمر القطري أمس أحد كوادره الذي استشهد بالداخل السوري، جراء تعرض سيارة الفريق العامل هناك لقصف من الطيران الحربي، أثناء أداء واجبهم الإنساني في منطقة الجانودية بريف إدلب، شمال سوريا. وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها طاقم الهلال القطري لمثل هذه الحادثة ويلقى فيها أحد طواقمه مصرعه أثناء تأدية واجبه المهني الإنساني، فقد سبق أن تعرضت الفرق التابعة له بالداخل السوري لحوادث مماثلة أكثر من مرة. لقد ظلت الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر تدعو وتؤكد دائماً، من خلال بياناتها المتكررة، أطراف النزاع إلى ضرورة احترام العاملين في المجال الإنساني، والوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني واحترام أفراد طواقم الهلال الأحمر والصليب الأحمر. إن المطلوب ليس إدانة هذه الاعتداءات وحسب، بل وإلزام جميع الأطراف باحترام القانون الدولي والسماح للعاملين في المجال الإنساني بالوصول الآمن لمن هم بحاجة إلى المساعدة دون عراقيل. لقد قال الأمين العام للأمم المتحدة ذات مرة: إنه وفي حالة نشوب نزاع، ليس هناك سبيل لتخفيف المعاناة الإنسانية أثناء النزاعات المسلحة سوى التقيد بالقانون الدولي الإنساني. إن تكرار وقوع مثل هذه الهجمات ضد عمال الإغاثة والقوافل الإنسانية والطواقم الطبية والمدنيين، وخصوصا في سوريا، تثير الكثير من القلق وتظهر مدى الحاجة إلى التزام وامتثال أطراف النزاع للقانون الدولي الإنساني الذي يوفر الحماية للعاملين في المجال الإنساني خلال النزاعات المسلحة.