11 سبتمبر 2025

تسجيل

أصحاب القلوب البيضاء

30 أبريل 2016

قد نُخطط لأغلب الأمور التي نود تحقيقها في حياتنا، حتى تخرج بأفضل صورة على الإطلاق، ولكن لا يمكن لهذا التخطيط أن يمتد ليصل إلى كل أمر نفكر فيه، خاصة حين نتعامل مع ما يخضع للصدفة التي تقتحم حياتنا دون سابق إنذار؛ لتختبر قدرتنا على إدارته ومعالجته، وغالباً ما نتعامل معه بعفوية تامة لا تعكس إلا حُسن النوايا، التي تقودنا في معظم الأحوال؛ لنصل إلى ما يمكن أن نُعرفه على أنه ما قد كان منا لخير كنا نريده، وتُديره نوايانا الحسنة، التي سنُسلط الضوء عليها في هذا اليوم.إن النوايا الحسنة لا تصدر إلا من أصحاب القلوب البيضاء، الذين يرغبون في الخير ويُقبلون عليه دون تفكير مسبق؛ لإيمانهم التام بأن ما يهم فعلاً هو الخير الذي خرجوا في أثره، وإن لم يُقدر لهم أن يعودوا به، وهو ما يحدث في أغلب الأحيان، حين يكون الخير قبلتهم، ولكن ما يقابلهم وفي المقابل ليس سوى الشر أو ردود الأفعال التي لا تليق بما كان منهم، وعلى الرغم من ذلك نجدهم أكثر حرصاً على الانصياع لنواياهم الحسنة، دون الالتفات للنتائج التي خرجوا بها؛ لأنهم يملكون قلوباً بيضاء لا تعرف إلا العطاء، الذي يُزين لهم فعلهم، ويحُثهم عليه دون توقف، ولكن ماذا لو امتدت رقعة تلك الردود البغيضة؟ هل ستتوقف قلوبهم عن العطاء؟ وهل سيتوقف قلبك أنت أيضاً؟ أم إن المتابعة هي الخطوة التي ستكون ولا شيء سواها؟.لاشك أن من يُعطي وبقلب أبيض لا يعرف الشوائب لن يلهث خلف أي مردود مادي، فكل ما يهمه هو أن يُساعد غيره، لخير يتمتع به، ولكرم يفوح منه سيُميزه عن الآخرين، ولكن -كما ذكرت- أنه من الممكن أن يتقدم بخير ولخير فيه، ولكنه لن يجد سوى المشاكل، التي قد تُثنيه عن فعل الخير، وقد لا تتمكن من فعل ذلك، وما أميل إليه أنها لن تتمكن منه فعلياً وكل ما في الأمر أنها ستجعله أكثر يقظة في التعامل مع الآخرين، بمعنى أن الخير سيكون منه، ولكن حين يصل لأفراد عُرف عنهم الاستغلال فإن الوضع سيتطلب منه توقفاً؛ لمراجعة ما يكون منه، وهو ما يُعرف بالحق الذي يملكه ولا حق لسواه بالتدخل فيه، فالأمر يخصه وحده.عزيزي القارئ: أن تُقبل على الخير وتنكب عليه بفضل نواياك الحسنة، التي تحثك على مساعدة غيرك ممن قد يستغلك؛ لتخرج وأنت مكسور القلب لا يعني أن تتوقف عن عمل الخير، وعن التقدم به في كل مناسبة تُنادي به من خلالك، ولكن أن تكون أكثر يقظة وحرصاً مع من تتعامل معه، خاصة وأن الحياة تدرك أنها بخير طالما أن أمثالك فيها، يبثون الأمل في الآخرين، ويرسمون البسمة على قلوبهم التي ولربما تكون قد جُرحت من قبل، وجئت من بعد كي تُعيد إليهم ما قد غاب عنهم، وأن تكون الفارس المُنقذ للحلم الذي يحلم به كل قلب صادق؛ كي يعيش غيره من خلال تعامله الحسن الذي يترجم إنسانيته وتفتخر به الإنسانية.وأخيراًإن ما نحاول فعله من خلال صفحة هذا اليوم هو تكريم كل من يمتطي قلبه الطيب؛ كي يُقبل على الخير وبنية حسنة توجهه نحو ما يجدر به فعله وما يجدر بأن يكون منه وذلك؛ لأن حياتنا معكم وبفضلكم كانت ولازالت وستظل بألف خير.من همسات الزاويةدافع عن الخير دوماً حتى وإن واجهك الشر بكل ما فيه من قوة، وتابع رحلتك وبكل حب دون أن تلتفت للآخرين ممن لا يملكونه ولا يرغبون به بيننا، وتأكد أن كل ما يخرج منك سيعود إليك؛ لذا فلتحرص على أن يكون خيراً؛ كي يكون لك كل الخير.