13 سبتمبر 2025

تسجيل

مؤتمرُ حقوقِ العمالِ.. خطابٌ إنسانيٌّ مونديالي

30 أبريل 2014

بلادُنا، التي شُـرِّفَـتْ بتمثيلِ كلِّ عربيِّ باستضافةِ مونديالِ 2022م، اعتادتْ أنْ تكونَ ردودُها عَـمليةً، وأثبتت أنها منفتحةٌ على كلِّ الآراءِ وقابلةً لكلِّ نقدٍ بَـنَّاء، ويأتي مؤتمرُ حقوقِ العمالِ في قطر كحَـدَثٍ مُتَـفَـرِّدٍ في منطقتنا الخليجيةِ بدلالاتِـهِ والرسائلَ التي يرسلُها للداخلِ والخارجِ، مما يدعمُ خطابَنا سياسياً ومونديالياً.. ولنناقشِ الـمؤتمرَ من زوايا عدةٍ، كالتالي:الزاويةُ الأولى: نتمنى على اللجنة العليا للمشاريعِ والإرثِ أنْ تستثمر انعقادَهُ لإنجاحِ جهودِها الخاصةِ في مجالِ العلاقاتِ العامةِ مع القوى الإعلاميةِ والسياسيةِ والنقابيةِ الدَّوليةِ، من خلالِ احتكاكِ الوفودِ بالكفاءاتِ القطريةِ العاملةِ باللجنةِ، والقادرةِ على ترسيخِ الصورةِ الحقيقيةِ الـمُشرِّفةِ للإنسانِ القطريِّ.الزاويةُ الثانيةُ: نتمنى على وزارةِ العملِ والشؤونِ الاجتماعيةِ، استثمارَ انعقادهِ لتتواصلَ مع النقاباتِ العماليةِ العالـميةِ، ومنها بخاصةٍ تلك الـموجودةُ في الدولِ التي لها أكبرُ نصيبٍ من العمالةِ الوافدةِ، كالهند والنيبال وبنجلاديش، لأنَّ ذلك سيؤثرُ إيجاباً في القواعدِ الشعبيةِ الضخمةِ في تلك البلادِ بما يخدمُ خطابَنا الـمونديالي.الزاويةُ الثالثة: نتمنى على اللجنةِ الأوليمبيةِ القطريةِ أنْ يكونَ للمسؤولينَ فيها حضور فاعل في الـمؤتمرِ، لأنها تُمثِّـلُ بالنسبةِ للخارجِ الجهةَ الـمَعنيةَ بوَضعِ السياسةِ الرياضيةِ، ولابد من التوكيد لقياداتِ الوفودِ على أنَّ العملَ في الـمنشآتِ الرياضيةِ، والـموندياليةِ بخاصةٍ، مرتكزٌ إلى ضوابطَ قانونيةٍ رفيعةٍ في إنسانيتِـها.الزاويةُ الرابعةُ: إنَّ عَـقْـدَهُ يُؤكدُ للجميعِ أنَّ بلادَنا دولةُ مؤسساتٍ تستندُ في أداءِ مَهامِـها إلى قوانينَ وتشريعاتٍ ترعى الإنسانَ وأنشطتَـهُ الاقتصاديةَ والاجتماعيةَ والفكريةَ والعلميةَ، وتحافظُ على حقوقِـهِ في كلِّ الـمجالاتِ.الزاويةُ الخامسةُ: إنه يُبَـيِّـنُ عدمَ خشيتِنا من الاعترافِ بجوانبِ القصورِ في بعضِ قوانيننا، لأننا مجتمعٌ حيٌّ قابلٌ للتغييرِ نحو الأرقى والأفضلِ، ولدينا مختصون قطريون في القانون قادرون على إعادةِ صياغةِ القوانينِ، ووَضْـعِ آلياتٍ تجعلُ من أداءِ السلطتينِ القضائيةَ والتنفيذيةَ لـمَـهامِـهِـما ركيزةً للعملِ الـمؤسَّساتيِّ الذي يضمنُ العدالةِ للمواطنِ وشقيقِـهِ الـمُقيمِ.الزاويةُ السادسةُ: إنَّ الـمشاريعَ الضخمةَ في البُنى التَّحتيةِ والـمنشآتِ الـموندياليةِ، لا يجري العملُ فيها خفيةً وبعيداً عن الرقابةِ ووسائلِ الإعلامِ، ولسنا نخشى قيامَ الوفودِ بزيارتِـها والاطِّلاعِ على الشروطِ الصارمةِ للأمنِ والسلامةِ، ثم مناقشةِ عقودِ العملِ وكيفيةِ تنفيذِ بنودِها، والشروطِ العقابيةِ التي تصبُّ في صالحِ العمالِ بالدرجةِ الأولى.الزاويةُ السابعةُ: إنَّـهُ رسالةٌ قويةٌ للقطاعِ الخاصِّ بوجوبِ الالتزامِ بالقوانينِ العُماليةِ، وتوفيرِ أسبابَ الحياةِ الكريمةِ للعمالِ الوافدينَ، لأنَّ بعضُ شركاتِهِ ومؤسساتِهِ تُسيءُ إلينا جميعاً عندما تجعلُ من تعامُـلِـها معهم سبباً للنَّـيلِ من بلادِنا ومجتمعِـنا.الزاويةُ الثامنةُ: إنَّ إقامتَـهُ وتنظيمَـهُ من قِـبَلِ ( دار الشرق )، مؤشِّـرٌ مهمٌّ على ترسيخِ دورِ الصحافةِ والإعلام في مسيرةِ نهضتِـنا الشاملةِ، ويبعثُ برسائلَ كثيرةٍ إلى جهاتٍ عدَّةٍ بأننا نشهدُ نَقلَـةً أخرى نحو الـمجتمعِ الـمُنفتحِ على جميعِ الآراءِ والأفكارِ، وأنَّ الصحافةَ ستلعبُ الدورَ الأكبرَ في تسليطِ الضوء على الشريحةِ العُماليةِ وقضاياها.كلمةٌ أخيرةٌ:شمسُ الحقيقةِ مشرقةٌ في بلادِنا، تُنيرُ دروبَنا بالأخلاقِ الرفيعةِ والـمبادئ الإنسانيةِ.